في يوم الشهيد: الشهادة ولادة الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق لم تعرف البشرية عقيدة ولا ديناً مثل الإسلام الحنيف يقدس الحياة ويكرم الإنسان، كما لم تعرف البشرية قوماً يعتزون بالحياة وأسسوا لهذا الاعتزاز ثوابت قيمية وأخلاقية معروفة مثل العرب. غير أن العرب المسلمون في ذات الوقت هم من قدس الشهادة ومنحها أرجحية على الحياة في حالات محددة تختص بالدفاع وحماية العرض والأرض والثروة والدفاع عن الوطن والأمة فضلاً عن الدفاع عن العقيدة والدين كأمر بديهي. بهذه المعاني فإن الإسلام والعروبة قد توحدا كما هما دوماً في نظرية صناعة الحياة بالشهادة وتقديس الحياة التي تستحق الشهادة. فالشهادة مقدسة فقط حين تكون نبعاً ومصدراً لحياة جديدة، أي عندما تكون مصدراً لحماية ثوابت الحياة المقدسة وهي الثوابت التي بدونها لا قيمة ولا معنى للحياة. الأوطان كرامة. الدين والعرض والأرض عناوين متممة جدلياً للدين. الدين والعقيدة ستر الإنسان وشرفه وبدونها تصبح الحياة عارية مقفرة لا تضاهي حتى حياة الحيوانات. الشهادة ميزة من ميزات الإنسانية، والإنسان وحده هو من أكرمه الله بالشهادة لأن الله جعل الإنسان خليفته في الأرض، ولكي يكون الإنسان خليفة الله في الأرض عليه أن يكون عالي الشأن والمقام، وهو لا يكون كذلك إلا في وطن وبعقيدة ودين تنيران عقله وتوقظان فكره وتحققان له العيش بشموخ وكبرياء. فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا والعدا هم أعداء الحياة الحرة، التي يشرق فيها الإيمان والعبادة والإنتاج والتطور. الشهادة هي سبيل صناعة الحياة، وهي ولادة في لحظات يقدرها الله سبحانه عندما يكون دم الإنسان اكسيراً لحماية الحياة.