عروبة القدس بين التاريخ وأضاليلهم الثائر العربي القدس عربية خالصة كانت، وستظل رغم ما يدعي به بني صهيون من أنها العاصمة الموحدة والأبدية لدولتهم لا يدركون أن دولة الكيان طارئة الوجود عابرة في تاريخ القدس وفلسطين والتاريخ العربي برمته دولتهم محكومة بالزوال وليس فقط محاولاتهم المستميتة لـتهويد المدينة المقدسة مثلما فشل غيرهم من الغزاة في البقاء في فلسطين وانصرفوا عنها وسينصرفون هم وسيكتب التاريخ صفحة سوداء في إحدى صفحاته التسجيلية بأنهم احتلوا وقتا ما فلسطين العربية بمعنى أن نهاية دولتهم ستكون بضع صفحات سوداء في ملف تسجيلي مرتبط بكل ما هو قبيح وكريه وعنصري ومجرم وفاشي وغيرها من المعاني المتوحشة والتي لا تمت للحضارة ولا للإنسانية بصلة إن من يرى حمى الاستيطان في فلسطين ويلمس جنون التهويد في القدس سيصاب بحالة اكتئاب واكتواء مقارنة بما وصل إليه اعداؤنا من تخطيط وتنفيذ ووضوح رؤى في الوقت الذي تعاني فيه أمتنا من ارتجالية واتكالية وتشرذم حتى أدخلت القدس في نفق شديد العتمة عربياً وإسلامياً لكنه شديد الإضاءة والإبهار يهودياً وصهيونياً. تعيش القدس الحبيبة في الوقت الراهن أخطر مرحلة في حياتها ومنذ بنائها فالعقلية الصهيونية تعمل جاهدة لإلغاء طابع هذه المدينة وجعلها مدينة يهودية الوجه والقلب واللسان متجاوزة قدسيتها لدى المسلمين والمسيحيين وطمس معالمها العربية والإسلامية فإن القدس في خطر أرضاً و سكاناً حاضراً ومستقبلاً والصهيونية تسعى لتهويدها حجراً حجراً ولتهجير سكانها منها وحصارها اقتصادياً واجتماعياً بعزلهم عن بعدهم وعمقهم الفلسطيني والعربي وممارسة كافة أشكال الإذلال والتضييق والاستفزاز في هدم للبيوت ومصادرة للممتلكات وسحب للهويات وإقفال المؤسسات الوطنية وشق الطرق وسط التجمعات الفلسطينية وبناء للجدار وعرقلة تحركاتهم والتضييق على عبادتهم والاعتداء على المقدسات حتى إنه لم يسلم من هذه الحملة لا الأحياء ولا الأموات في قبورهم ولا الشجر ولا الحجر من القمع والتنكيل والتنكيد اليومي الذي يعيشه المواطن المقدسي والمعطيات والوقائع تؤكد أن حالة القدس مستعصية على العلاج بالوقت الراهن على الأقل لسبب جوهري يتمثل في عدم وجود خطة مشتركة لعلاجها أو إنقاذها إضافة إلى عدم توافر أنواع الأدوية ومضادات التهويد والاستيطان في الصيدلية العربية و الإسلامية.