أوضاع العراق المحتل تشكل بيئة مناسبة لاتساع تنظيمات البعث الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق من لا يعرف حزب البعث العربي الاشتراكي فكراً ورجالاً قد يستغرب من عنوان مقالنا هذا. نعم بيئة العراق المحتل وطبيعة المنتجات الفاسدة للعملية السياسية الاحتلالية وما أفرزته من خراب ودمار كلها أدت وتؤدي إلى نتيجتين بارزتين: الأولى: سقوط دعاوى ساقها الغزاة وتبناها موظفو الاحتلال ضد البعث وضد القيادة العراقية التاريخية وضد العراق عموماً. الثانية: وكنتاج طبيعي للفقرة الأولى آنفاً فإن شعب العراق عموماً قد تيقن، رغم فداحة الثمن، أن البعث حزب وطني شجاع نزيه مقتدر في إدارة الدولة وصناعة فرص تطورها، ومحب لشعبه ولأمته، صادق متوافق متجانس مع أهدافه ورسالته الوطنية والقومية، بعيد عن التبعية والعمالة والخيانة. إن أهم ما وصل إليه العراقيون بعد عشرين سنة من الغزو والاحتلال هو أن حزب البعث فكراً ورجالاً موقعه على قمم عالية من العطاء والأفعال الإيجابية، إن تبعية وخيانة وذيلية الأحزاب والقوى التي حكمت تحت ظل الاحتلال وبحمايته قد صارت قروداً وضباعاً وسفهاء وفاسدين ومفسدين، من قمم زعاماتها وصولاً إلى قواعدها، نتيجة أفعالها الإجرامية والشاذة المنحرفة، وبذلك أعادت المزاج العراقي تلقائياً إلى حقبة البعث وإلى إنجازاته العظيمة ونزاهته وقدراته العظيمة لحماية أمن الوطن والمواطن. وهنا تنفتح بيوت العراقيين وضمائرهم للانتماء للبعث فكراً وتنظيماً وولاء. والهدر الخرافي لثروات البلد مقابل العجز في خلق أي تطور موضوعي قابل للقياس في قطاعات الخدمات قد أوقف العراقيين على أقدامهم وبأبصار شاخصة إلى منجزات البعث، في الصناعة والزراعة والخدمات وفي قطاعات التعليم والصحة والإسكان والاتصالات والمواصلات ومختلف مجالات الإعمار والعمران. وهنا أيضاً صار البعث هو الرجاء بالخلاص. وبوسع القارئ الكريم أن يستحضر آلاف القياسات والمقاربات المشابهة، لينتهي بخلاصة أن مناضلي البعث الذين تربوا على التصدي للصعاب والماهرين في كسب الشعب باعتماد قيم الوطنية والنزاهة والعفة والبارعين في النضال والجهاد انطلاقاً من جدل ثقافتهم ووعيهم الوطني والقومي الذي ينص صراحة على أن أهداف الأمة عظيمة ولا تتحقق إلا بتحديات جسام وتضحيات كبيرة، ولا تنالها إلا ألأذرع الشجاعة والعقول المجتهدة. ونحن على يقين أن البعثيين يسيرون قُدماً لتحرير وطنهم وإعادته إلى أحضان أمته وإلى مسارات سيادته ورقيه.