افتتاحية العدد 346 كأس العالم فوق أرض عربية الأرض العربية ملك الأمة كلها، ملك الشعب العربي كله. هذه حقيقة ثابتة يؤمن بها ملايين العرب، ولا يتنكر لها إلا جاحد فاسد مغلوب على أمره. ونحن كمناضلين في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي من بين أكثر العرب إيماناً بوحدة الأرض العربية وبوحدة الهوية العربية، ونحن أكثر العرب انكاراً ورفضاً للقطرية بمعانيها الضيقة الأنانية الخانعة لإرادة صانعي التجزئة من الإمبرياليين والصهاينة والطائفيين والرجعيين وأصحاب المصالح المادية الضيقة. على هذا الأساس، نرى في إقامة هذا الحدث العالمي الكبير والذي يثير اهتمام دول العالم بأنظمتها وبشعوبها لأول مرة فوق أرض عربية نرى فيه كسباً للأمة، شريطة أن يستثمر قومياً عبر اهتمامات السياسة واهتمامات الإعلام واهتمامات الاقتصاد وعموم القضايا الاجتماعية. إن البنى التحتية العملاقة التي أنجزت في قطر هي بنى انتقلت عملياً بقطر إلى ضفة أخرى من ضفاف الرقي والعمران والتطور، وهي بنى ستبقى للشعب القطري . نحن نؤمن قطعاً أن المستقبل للعرب، لوحدة الأمة ولعلو شأنها. نحن نؤمن أن أي إنجاز يتحقق في أقصى غرب الأمة هو إنجاز لكل الأمة، وأي إنجاز في أقصى شرق الأمة هو لكل العرب، وآثاره يمكن أن تنسحب إيجابياً بهدوء وعفوية لتنفذ إلى جسد الأمة عافية وصحوة وتحدٍّ للواقع المرفوض. انطلاقا من ثوابتنا القومية وأفقنا القومي ومشروعنا القومي واتفاقاً مع إيماننا بأن المستقبل للأمة فإننا نبارك لقطر تنظيم كأس العالم ونعتبر أن الأمة كلها منظمة، ونريد بقوة أن تنجح البطولة لأنه نجاح لكل أمتنا.