في ذكرى رحيل الشيخ المجاهد الرفيق عزة ابراهيم حسن النويهي كم رجل يعد بألف رجل، وكم ألف تمرُّ بلا عداد... رحم الله الشيخ المجاهد المناضل البعثي الذي لم تلن له قناة، ولم يغير ولم يبدل وصدق فيه قول الله سبحانه وتعإلى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نخبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"... عزة إبراهيم لم ينتظر مديحاً ولا تبجيلاً، فقد عاش حياته كما هي بكل وضوح وشفافية وبكل تجرد وزهد، فقد كان صوفياً حقاً بعثياً أصيلاً لم يذكر عنه انحراف ولا تآمر ولا شليلة ولا تبعية ولا استزلام. رافق رفيقه وأخيه صدام حسين مسيرة العمر يداً بيد وكتفاً بكتف، لم يزاحم ، وكان وفياً ناصحاً أميناً صادق النصح والرأي، لا يخاف في الحق لومة لائم. عاش نظيف اليد، فلم يذكر له فساد أو سكوت على فساد أو فاسد، كان عروبياً حتى النخاع، تعامل مع إخوانه من القادة والزعماء محباً وأخاً... كان متابعاً مطلعاً قارئاً للأحداث، صاحب رؤية وفلسفة عن دراية وعلم... قاد في حياته وبحكم مسيرته النضالية في الحزب والدولة مواقع ومحطات مهمة وخير الأعمال خواتيمها فقد تسلم الأمانة من رفيقه صدام حسين بعد استشهاده، أمانة الحزب والدولة والمقاومة في أصعب الظروف بعد الاحتلال، وفي ظل المتابعة من كل الجهات والأجهزة العميلة، عراقية وعربية ودولية، موساد وفرس وأمريكان وغيرهم. واستطاع أن يكون قائد المقاومة الذي استطاع أن يزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة واقترب من حصون بغداد لإسقاط عصابة الخضراء عملاء المحتل الذين جاؤوا بداعش وسلموا حتى أطراف بغداد من أجل منع عزة إبراهيم من دخولها... أصبح في مواجهة الاحتلال بفكي كماشته إيران وأمريكا والإرهاب الذي شن حربه على المقاومة وقتل خيرة شبابها وقياداتها، وفي مواجهه التآمر والانشقاق والتخاذل وغدر الأصدقاء... قاد السفينة بحذر دون خوف أو ارتجاف أو وجل، كان متابعاً لكل شاردة وواردة رغم ظروفه الصعبة... وأثبت أنه قائد محنك، لا هو مغامر ولا هو مفرط، يُقْدِم حين يتطلب الإقدام، ويكمن حين يكون ذلك حلاً. حافظ رحمه الله على الحزب موحداً رغم تفلت البعض خارج العراق، وحافظ على رمزيته كقائد مقاوم ورجل دولة إلى أن وافاه الأجل... رحم الله الشيخ القائد وأصلح حالنا من بعده ...
