في ذكرى رحيل شيخ المجاهدين الرفيق الأمين العام للحزب القائد عزة إبراهيم عندما تَمضي الأيام وتَبقى مواقف الرِّجال الشَامخة نبيل مرتضى في مثل هذا اليوم نستذكر بكل فخرٍ واعتزاز، يخالطه الحزن والألم برحيل قائدٍ فذٍّ من قادة البعث، ورجلٍ من رجال الأمة الغيارى، وفارس من فرسان المبادئ والحق، ومقاومٍ شرسٍ من أبطال وقادة المقاومة العراقية الوطنية الباسلة. هو الرفيق القائد المناضل عزة ابراهيم الذي عرف كل ساحات العمل النضالي منذ ريعان شبابه، وساحات العمل السياسي والجهادي بعد الاحتلال الأمريكي الغاشم لأرض العراق الطاهرة. انَّه المناضل الذي أثبت قدرته على التكيّف مع كل الظروف من خلال حكمته وحنكته وخبرته النضالية المعروفة، وشجاعته وصلابته في مواجهة التحديات والصعوبات وصبره على الجَلد، وشدّة بأسه الذي لا يلين . لقد كانت قيادته للمقاومة العراقية بعيد الغزو الأمريكي الغاشم، حدَّاً تاريخياً فاصلاً، ومرحلة هي من أهمّ وأخطر المراحل في مسيرته النضالية في قيادة الحزب. فتاريخه النضالي المقاوم المُشرِّف في مواجهة الغزو الأمريكي الغاشم، وثباته في ساحات الوغى منذ الساعات الأولى لبدء العدوان الهمجي من قبَل أرباب الشرّ بزعامة أمريكا ومَن تحالف معها في العام2003م، حيث استحضر الرفيق القائد عزة ابراهيم كل ما قام به العراقيون من مقاومة شرسة للقوى العدوانية الغازية عبر التاريخ، واستلهم من هدي الإسلام وتعاليمه في التصدّي للغزاة، والدفاع عن تراب العراق الطهور، وبذل الدماء الزكيَّة في سبيل تحرير البلاد والعباد من براثن الاحتلال الأمريكي لأرض الرافدين. حتى لقَّنت المقاومة الوطنية، بقيادته المحتل أفدَح الخسائر في الجنود والمعدات، فخرج من العراق مُثخناً بالجراح، يئنّ من ضربات المقاومة الموجعة لقواته المحتلة. نستذكر اليوم وقفةَ رجلٍ شجاع، وقائد غيور على وطنه وأمته ومستقبل حزبه، حيث تحدّى المحتل ومن سار في ركبه ومن أذنابه في العملية السياسية، وبقيَ ثابتاَ على المباديء والقيَم الوطنية والقومية، شامخاً راسخاَ في مواقفه النضالية الأصيلة، لا يفرِّط بذرَّة ترابٍ واحدة من أرض العراق الطاهرة، فكان انموذجاً راقياً وقدوةً حسنةً لنا جميعاً نحن رفاقه، ولأبناء العراق الأُباة ولكلّ عربي أصيل من أبناء الأمة. وقد أصبح عنواناً للبطولة والتضحية والفداء باعتراف أعداء العراق والأمة. إنَّ أكثر ما يميِّز حزب البعث الخالد خلال مسيرته النضالية الصعبة والمتواصلة، أنَّه حزبٌ ولَّادٌ وخصبٌ، فما أن يرحل صفوةٌ ونخبةٌ من المناضلين ويغادروا المسيرة، حتى يتمّ تسليم راية البعث، لنخبةٍ جديدةٍ من المناضلين الأكفَّاء، ليبقى البعث محافظاً على أصالته وديمومته لتستمر مسيرته النضالية دونما فتور أو توقف، وتظل رايته عالية خفَّاقة فوق روابي المجد والبطولة. كان الرفيق القائد عزة ابراهيم واحداً من ضمن القادة التاريخيين للبعث، وهو واحدٌ من القادة الأفذاذ الذين كان لهم شرف حمل رايته ومواصلة الدرب، والاستمرار في رفعها عالياً بعد استشهاد رفيق دربه شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين، ليواصل الفعل المقاوم المجاهد في مواجهه الاحتلال الامريكي والتغول الايراني الفارسي، كان بحق قائداً من نوع خاص، فقد حوَّل الانكسار النفسي لدى رفاقه وشعبه بعد الاحتلال الغاشم، إلى قوة دافعة باتجاه تحقيق النصر، وحفَّز فيهم روح المقاومة والاندفاع في توجيه الضربات الساحقة لقوات الاحتلال وتحرير العراق من دنَسها. لقد تحمَّل رفاقنا المجاهدون في القطر العراقي الكثير من المصاعب والأهوال والعدوان، فقد تكالبت عليهم قوى الشر والبغيّ والغدر منذ اليوم الأول لثورة 17تموز المجيدة، ليعطّلوا مسيرة البعث العملاق وليفشلوا خاسئين جميع أهدافه وتوجهاته في النهضة التنموية الشاملة، وفي البناء والاعمار والارتقاء بالعراق كنموذج وواجهة للأمة العربية المجيدة، والانتقال به الى مسار الدول المتقدمة. فكان أعداء العراق والأمة يعمدون تارةً بمحاولات زعزعة الوحدة الوطنية، وتارةً بتأليب دولة الفرس الصفوية على العراق، فكان عدوانهم العنصري في 4أيلول من عام 1980م، ثم الرد العراقي الصاعق الماحق في 22أيلول من نفس السنة في معركة القادسية الثانية، والتي استمرت لثماني سنوات. وبعد أن خرج العراق منتصراً قوياً، تم شنّ الحرب الاقتصادية عليه من خلال اغراق السوق العالمية بالنفط، وهذا الفعل الجبان كان الهدف منه تجويع الشعب العراقي وتركيع قيادته، لكنَّ الفعل الشجاع للقيادة في تصدِّيها لأرباب الشرّ، زادت حقد الامبريالية والصهيونية العالمية المسعور بعد أن فرضوا الحصار الجائر الذي استمر ثلاثة عشر عاماً، توفي فيها الآلاف من الأطفال بسبب منع الحليب والدواء والغذاء عن الشعب العراقي وفي مقدمتهم الأطفال. بعد ذلك جاء العدوان الأمريكي السافر بغزو العراق تحت ذرائع وحجج واهية، أثبتت الأيام مقدار الكذب والافتراء فيها، بل هم مَن أعلنوا بأنَّهم قد خُدِعوا من استخباراتهم، ومن خونة الدار والديار الذين أعطوهم معلومات كاذبة ومضلّلة. في ظل كل هذه الظروف قدَّم الحزبُ خيرة قادته ومناضليه، بين اغتيال وقتل واعتقال، فكان الرفيق القائد صدام حسين في مقدمة ركب شهداء البعث مع رفاقه في القيادة، عندها تقدَّم الرفيق المجاهد عزة ابراهيم ليُضمِّد جراح رفاقه، ويلمّ شمل الحزب سواءً في الداخل أو في المهجر، ويعيد الأمل من جديد ويعمل جاهداً على تهيئة المناخ الملائم لإعادة اللحمة للتنظيم الحزبي، وواصل جهاده في استكمال قيادة خلايا المقاومة التي قام بتأسيسها ومتابعة تدريباتها وتشكيلاتها القائد صدام حسين منذ الأيام الأولى للاحتلال الغاشم، على الرغم من قلّة عددهم وضعف امكاناتهم لكنَّهم كانوا يتسلحون بإيمان العرب المسلمين الأوائل، وبقوة واندفاع المناضلين من الرعيل الأول في البعث. لهذا أثخنوا الجراح بالمحتل وكبَّدوه ثمناً باهضاً لعدوانه واحتلاله للعراق، وهذا يؤكد أنَّ ارادة الشعوب الحرَّة وعزم قيادتها الحكيمة الشجاعة بعد التوّكل على الله هي أقوى من سلاحهم الفتَّاك وطغيانهم وتجبّرهم. إنَّ الفعل المؤثِّر، والدور القيادي المُتَقدّم للرفيق القائد وشيخ المجاهدين كان له الأثر الأكبر في ثورة شباب تشرين، بعد أن أيقنوا أنَّ العراق وشعبه قد وصلا الى حافة الهاوية، بفعل الاحتلال الأمريكي الإيراني الفارسي، وأذنابهم العملاء من خلال التقتيل والتهجير وسرقة مقدرات الشعب من أجل ملذاتهم الشخصية ومصالح الدول المرتبطين بها. من هنا فقد أدرك الشباب أنَّ العراق وصل الى طريقٍ مسدودٍ لا أمل فيه إلَّا بالثورة الشعبية العارمة على حكومة الاحتلال، وأنَّ أحلامهم أصبحت جزءاً من الماضي، وأنَّ مستقبلهم في مهبّ الريح ولم يعد يملكون شيء حتى يخسروه، الَّا العراق الذي عليهم أن ينتشلوه من الغاصبين، فكان صوتهم يصدح: نريد وطناً، نريد العراق. وأثبت الشعب العراقي أنَّه شعبٌ حيّ وفاعل بين شعوب الأرض، يحب الحياة لهذا واجهوا الطغاة بصدورٍ عاريةٍ يستمدون قوتهم من ايمانهم وعدالة قضيتهم وسلميَّتهم فواجهوا أسلحة السلطة والمليشيات الطائفية، بصدورٍ عامرة بحب العراق وشعبه، ولهذا قدَّموا أكثر من 800 شهيد وأكثر من 25000جريح ومعوَّق بسلاح المليشيات التي تأتمر بأوامر الولي الفقيه الفارسي، هؤلاء الثوَّار يؤكدون يوماً بعد يوم صواب نهجهم ووحدة مسارهم في مواجهة حكومة البغي والفساد وأحزابها المجرمة. إنَّ معادن رجال البعث الأوفياء تظهر أكثر وضوحاً ولمعاناً في ساحات المنازلة الكبرى وضراوتها الحامية، كما قال القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق بأنَّ: " أبناء البعث هم الذين لا يخشون المخاطرة فحرارة المواجهة في ساحة النزال تزيدهم صلابةً، انَّه عهد البطولة" وكان الرفيق المجاهد عزة الدوري أحد هؤلاء الأبطال، فقد أبى أن يغادر أرض العراق وأصرَّ على المواجهة في ساحات المنازلة، حتى نال الشهادة، وهو صابرٌ محتسبٌ ثابتٌ على الحقّ. هنيئاً لك رفيقنا القائد أنَّك اخترت أن تكون في منزلةٍ ومقامٍ كبيرين، ونحسبك بإذن الله من الشهداء، ونعاهد روحك الطاهرة الأبيَّة وكل شهداء البعث العظيم وفي مقدمتهم الرفيق شهيد الحج الأكبر صدام حسين على الوفاء لقسم الانتماء والولاء للبعث العظيم وللعراق وأمتنا العربية المجيدة. وسنبقى الجنود الأوفياء والسيوف المشرعة بيد الرفيق المجاهد على الريح السنهوري الأمين العام المساعد للحزب. وألف تحية وتقدير للرفيق المجاهد المناضل أبو جعفر أمين سر قيادة قطر العراق حتى تحقيق النصر الناجز على المحتل الفارسي وأعوانه العملاء، ومن الله التوفيق.. مكتب الثقافة والاعلام القومي 25/10/2022