العمامة المخادعة الكاذبة الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق مئات الآلاف، بل ملايين العراقيين المخدوعين بطائفية إيران التي لم ولن تكون سوى ستاراً مهلهلاً لمشروع قومي فارسي، أُفقه الجغرافي الوحيد وامتداده التوسعي الاحتلالي هو أرض العراق، ومنه انطلاقاً لكل الأمة العربية، يستمعون ويقتنعون وربما يطبقون ما يقوله خطباء المنابر لأنهم تربوا وتثقفوا منذ طفولتهم المبكرة على تقديس العمامة (الفارسية) وتصديقها. عملية تثقيف صممت ونفذت منذ مئات السنين، لتكون أداة ومعول بيد المنهج والمشروع الفارسي بعد أن تتغلب على وطنية العراقيين وعروبتهم ودينهم. الطائفية وتقديس العمامة يبدأ والطفل العراقي في مناطق الجنوب لازال في سنوات عمره الأولى، والثانية صعوداً حيث تدرب عيونه وتنمو ذاكرته وعقله على مشاهد لِمَ يسمى بالشعائر وخطب المنابر ومواكب الإغواء في حين أن تربيته الوطنية والقومية والدينية النقية تأتي متأخرة، فتأتي ضعيفة غير نافذة ولا مؤثرة كمثل ذاك النقش الفارسي الطائفي اللئيم الخبيث. الذي دفعني لكتابة هذه المقدمة هو فيديو قديم يتجدد توزيعه لأغراض مختلفة، وقد تكون متباينة لأحد معممي المشروع الإيراني، بل هو كان أحد جنود إيران في حربها العدوانية على العراق والأمة العربية والإسلامية، يتحدث فيه عن حقبة ما بعد غزو العراق واحتلاله، فيقول في خطبته، على سبيل المثال: (أسقطنا الطاغية وحققنا الحرية) ... يتكلم هذا الصعلوك بلغة الجمع مشيراً إلى فيلق الغدر بدر ومجلس آل الحكيم الطبطبائي وحزب الدعوة ومنظمة العمل اللا إسلامي، وغيرهم من الجماعات والأفراد التي تجندت في مشروع الغدر بالعراق وخيانة شعبه، مشروع إيران الطائفي الاحتلالي التوسعي الكسروي، وهو مشروع تبنته الامبريالية الأمريكية والماسونية والصهيونية لتدمير العرب بالتعاون مع الكيان الصهيوني، يتكلم مفاخراً بدورهم الخياني الإجرامي الذي غدر بالعراق وشعبه، وهو يعلم علم اليقين أن لغة الجمع التي يتحدث بها هي لغة كاذبة مخادعة، ولا يعنينا أمرها إلا في شيء واحد هو الجزء من شعبنا الذي يصدقه. فـ (هم لم يسقطوا نخلة من نخل العراق، وما كان لهم أن تطأ أقدامهم أرض العراق التي كانت تحميها قبضة (الطاغية) ورفاقه وجيشه وشعبه لولا الغزو الأمريكي المتزعم لأكثر من ثلاثين جيش). نعم، فهم لم يسقطوا نظاماً ولا حتى جندياً أو شرطياً، ولا حتى فلاحاً أو عاملاً أو طالباً عراقياً، بل هم ركبوا موجة العدوان الأمريكي الصهيوني على العراق وشعبه، ولعبوا بعض أدوار الجاسوس القذر والخائن المرتزق الجبان العميل وجاءوا إلى العراق بحماية قوات الغزو ليكونوا أداة المحتل كواجهة سياسية تابعة رذيلة. ولعل المضحك المبكي أن يستمر هؤلاء الأغبياء بكذبهم السافر وادعاءاتهم المزيفة، حيث يدعون بأنهم جلبوا الحرية للعراق وشعبه، وهم من مهد السبل بخيانتهم الذليلة ومعلوماتهم الكاذبة لدبابة الغزو التي سلبت العراق سيادته وشعب العراق كرامته وحريته. سفسطة تركب فوق ثقافة تقديس العمامة لتحاول غزو وعي العراقيين وتغييب وطنيتهم وعروبتهم، وعزاء أحرار العراق أن الإسراف في التزوير والكذب المتناقض مع معطيات الواقع هو طريق مهم لإسقاط الزيف والكذب الذي يمارسه هؤلاء المرتزقة الخونة. ويستمر الدجال تحت ستار العمامة موغلاً في محاولة خداع الناس المفضوحة: (هذه الحرية التي تعيشونها، هذه الحرية التي تتابعون أكبر مسؤول في الدولة وتحاسبوه على راتبه) ... وحقيقة القول إن العراقيين المغلوبين على أمرهم إنما يستفيدون من حالة اللا نظام واللا دولة التي أنتجها الاحتلال ووظف فيها بدر والمجلس والدعوة والمليشيات وعمائمهم ومنابرهم الفارسية الفاسدة، ويوظفون شجاعتهم لقذف سلطة الاحتلال وأزلامها بحجارة الحق وبلسان الصدق. العراقيون يمارسون استياءهم وغضبهم ورفضهم للرواتب الخرافية التي منحها الرؤساء والوزراء وقادة الأحزاب والمليشيات التي خانت العراق وغدرت بشعبه لأنفسهم ولأعوانهم، والتي لم يألف العراقيون لها مثيلاً مذ تأسست دولتهم الوطنية، فنقد العراقيين هنا ليس للرواتب بل للمغالاة غير المعقولة، الرواتب التي لا يشبهها شبيه في العالم، ونقدهم هنا هو ليس للرواتب بل للفساد المستشري خلف الرواتب والمخصصات، وما يتبعها من إيفادات وعقود وهمية وتبييض أموال واستثمارات فاجرة، جعلت العراق فقيراً وهو الغني. ولو كان الرؤساء والوزراء والنواب ومن هم دون ذلك من المرتزقة عراقيين حقيقيين لما قبلوا لأنفسهم أن يجعلوا من الرواتب منافذ للثراء الفاحش على حساب الوطن والشعب المعدم، ولما حولوا الرواتب من مصدر عيش إلى عربات محملة بمليارات الدولارات تعبر إلى إيران وبنوك المنطقة والعالم وشعب العراق يتضور جوعاً في أغلبيته العظمى. وأتوقف عند قول هذا الجاهل المتفلسف: (لا دولة في المنطقة مثلكم) ... وأقول: نعم، لا توجد دولة في المنطقة محتلة مثل العراق. لا دولة تفتقر لأبسط مقومات الدولة مثل العراق. لا دولة ميليشيات في المنطقة مثل العراق. لا دولة توافق كل من جاءت بهم أمريكا ليكونوا تبعاً وذيلاً لإيران كما العراق. لا دولة فاسدة كما العراق المحتل. لا دولة تمتلك أعظم موارد الثراء غير أن شعبها فقير كما العراق. لا دولة تعجز عن توفير أبسط الخدمات لشعبها كما العراق. لا دولة في المنطقة فيها قوانين حظر واجتثاث واقصاء كما العراق. لا دولة فيها اعتقالات وملايين المعتقلين كما العراق. لا دولة ملايينٌ من شعبها بين مهجر ونازح ومغيب كما العراق. ألا تباً وتعساً لعمامة زيفت المنبر ورمزية العمامة، وأسقطت ديننا ومذاهبنا في مهاوي الخرافة والخداع والتجهيل والزيف والرذيلة. ألا تباً لرذيل مثل هذا، باع دينه وارتدى ثياب عار تدنيس نجف العراق واستمرأ مكاسب خيانة الشعب والوطن.