رحل الإعلامي والصحفي المبدع سلام الشماع زينب علي هكذا هم الكبار يرحلون بصمت وهدوء وخشوع دون أخذ حقهم في التكريم والتشييع في بغداد الحبيبة في زمن عملاء إيران. كان الفقيد لا يخشى في الحق لومة لائم، حيث كان رأيه على الدوام صائباً وراجحاً، وكانت مواقفه الإعلامية تحظى باحترام وتقدير الجميع، خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا العراق المتصلة بطرد الاحتلالين الأمريكي والإيراني الصفوي، لهذا فقد الإعلام العربي بشكل عام والإعلام العراقي بشكل خاص واحداً من أبرز الكتاب والصحفيين الذين عطروا مرورهم بحروف من نور... سلام الشماع صاحب المواقف وإعلامي المرحلة والمدافع عن قضايا الأمة العربية وبالأخص فلسطين والعراق، الشماع رجل الصحافة والإعلام المبدئي، والمهني الذي أفنى حياته في خدمة الإعلام الثوري والمقاوم...إنه طاقة جبارة لا تنضب، وطاقة إبداعية لا توصف، لقد شخص رجال الإبداع ورافقهم ووثق أعمالهم خوفاً عليها من الضياع، فكان يساهم في جلسات الفكر والحوار في بيوت العلماء والأدباء، وعلمنا الكثير من خلال عموده في صحيفة الجمهورية (المجالس مدارس) الذي كنا نترقبه بلهفة وشوق. رحل الشماع وهو في عز عطائه وعنفوانه الأدبي والسياسي، رحل وهو ثابت على المبادئ، قلم وصوت عالي ضد المحتلين وذيولهم، رحل الصحفي المبدع الذي ملأ أيامنا إبداعاً وتميزاً يلفت الانتباه، كان وفياً لشرف الكلمة والإخلاص للمبادئ التي آمن بها، وطنياً غيوراً وقلماً قومياً جريئاً وثابتاً أصيلاً، كان متيماً بحب العراق وأهله، ولم يساوم على العراق واسمه، ناضل ودافع عن العراق في ظل النظام الوطني بالقلم والبندقية، وبقي القلم لديه بعد الاحتلال مرادفاً للبندقية المتجهة نحو التحرير حتى آخر لحظة في حياته. كان الشماع أحد أبطال المنازلة في سبيل رفعة العراق وطرد المحتل وعملائه وإعادة بنائه وتطوره وتقدمه. لم يدخر وسعاً في الدفاع عن وطنه وشعبه حتى آخر رمق. كان مثالاً للقلم النظيف والسريرة التي لم تلوثها الحياة رغم مغرياتها، لقد بقي صاحب مبدأ ولم يغير نهجه الوطني رغم ضنك العيش والغربة حتى مماته. لقد كفيت ووفيت أيها الأخ العزيز، نبتهل للباري عز وجل أن يتقبلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا... ونحتسبك عند الله من الشهداء... آمين يا رب العالمين.
