الثقافة العربية التطور والمستقبل والانتماء العربي. الثائر العربي يمثل الشباب ثروة الأمة وكنزها الثمين فهو طليعة التغيير المنشود كما أن هذه الثروة المهمة إما أن تستثمر بشكل سليم نحو التطوير والبناء أو أن تهدر من خلال سوء استثمارها مما يؤدي بها إلى الضياع أو الفساد من هنا أدركت الشعوب قديما وحديثا أهمية هذه الثروة لكن بقيت عاجزة تجاهها في طريقة توظيفها وترشيد استثمارها يواجه الشباب اليوم تحديات عديدة منها الثقافية والاجتماعية والسياسية والفكرية والاقتصادية، والعلمية أمام انتشار ثقافة الترف والاستهلاك وعشق المظاهر من خلال جسور وقنوات مفتوحة ومحدوديتها في مواجهة هذا التحدي بعد أن أصبحت تتجه نحو تهميش وإلغاء المحتوى الثقافي وإقصاء القيم الإنسانية العامة وسيادة كل أشكال التمييع الثقافي في الفضاءات الخارجية وفي الكليات والمدارس مما أعطى ضعف فهم تدخل مباشرة في كل بيت و في كل زمان ومكان إلى جانب قصور العملية التعليمية وضحالة وعي بمجريات الحياة الإنسانية بشكل عام وبالتغيرات الوطنية بشكل خاص إن التأمل العميق في مسلسل الهزيمة الذي أصاب المجال العربي والإسلامي في العصور السالفة، يجعلنا نكتشف أن الجمود الثقافي أو الأزمة الفكرية التي استفحلت في جسد الأمة وأصابته بالعطب والعقم من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى الكثير من الإخفاقات والنكبات فلم تكن تنقص الأمة قيم ومبادئ، لأن القيم والمبادئ التي صنعت تلك الحقبة التاريخية لأمتنا هي ذاتها القيم والمبادئ المتوفرة لدينا حاليا ولكن الفرق أو الذي تغير هو الإنسان الذي عجز بفعل ثقافته اللامسؤولة وفكره التبريري أن يتعامل تعاملا حسنا وفعالا مع تلك القيم والمبادئ .