فلسطين بين التطبيع والاستقطاب والتضييع منيرة أبوليل   عندما نتحدث عن قضية فلسطين لا بد لنا من أن نتطرق إلى جذور هذه القضية، والتي أحدثت أكبر مأساة يعيشها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من مئة سنة، عندما اغتصب وطنه وهجر أهله لأجل شعب صهيوني فرض نفسه بقوة السلاح والقتل، وحل مكانه ليكون مستعمراً احلالياً ويبسط نفوذه بمساعدة الغرب له، ولينفي عن نفسه أنه احتل أرضاً ليست له. لهذا أوجد مفهوماً جديداً أبشع من الاحتلال، وهو التطبيع  مع دول الجوار، حتى يستطيع أن ينفي احتلاله ويتكيف مع وضعه الاحلالي الجديد وينسي العالم أنه اغتصب أرضاً ليست ملكه، لهذا يدفع بالدول العربية المجاورة للتطبيع معه حتى يقول إنه في أرضه التي وعده الله بها، ولكن هذا أكبر تزييف للتاريخ والدين، فالكيان الصهيوني بعد مؤتمر أوسلو أصبح أقوى من قبل، لأنه لعب على مقولة الأرض مقابل السلام، ولكن الحقيقة ليست كذلك، لأنه أخذ يتفنن بأساليب جديدة لمعاقبة الشعب الفلسطيني الرافض له، ويعتبره مستوطن سرق وطنه، ولكن الكيان الصهيوني كان متقدماً على من قبل بشروط مؤتمر أوسلو وحجم المقاومة الفلسطينية واعتبرها خارجة عن القانون الصهيوني، لهذا تضرب غزة بيد من حديد، حتى تفرغ من المقاومة الشرسة التي فرضت نفسها رغماً عن قيادتها التي كانت تعتبر نفسها الحامي لوطنها. ولكن الواقع الجديد وعلى لسان هنية أنه يحارب الكيان الصهيوني بأمر من الصفوي، الذي عاث بكثير من الدول العربية وخاصة أن الربيع الذي فرض على أمتنا العربية كان لأجل أن تفرغ هذه الأمة من جيوشها، وأكبر مثال على ذلك هو احتلال العراق وتدميره لأنه الوحيد التي كان عائقاً أمام المشروع الصهيوني الكبير، وهو من النيل إلى الفرات، والذي بات أقرب إلى الحقيقة بعد أن طبعت دول الخليج العربي مع الكيان الصهيوني، ونسيت أن قضية فلسطين هي أساس وجودها وبقائها، ولكنها فرطت بأمنها وأصبحت رهينة للبنك الدولي الذي هو الوحيد المتحكم بالعالم  لأجل بسط نفوذه على أرضنا العربية، وعلينا أن نقف معاً لمواجهة هذا الكيان المسخ الذي فرض علينا إبان الانتداب. عاشت المقاومة التي تذل أصحاب النفوذ وترفض أي تطبيع معه، ورحم الله شهداء الأمة جميعاً.