البعث مع الإيمان ضد الالحاد علي العتيبي منذ وضع اللبنات الأساسية لفكر وعقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي كان الهاجس هو اتخاذ طريق رسالة الإسلام قدوة لنضال البعث، حيث وضع الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق مقارنة وضع العرب في الجاهلية وكيف بعث الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً من العرب ليحقق أهداف الإسلام، وكانت من أبرزها تحقيق التوحيد ثم معالجة التناقضات وتوحيد العرب تحت راية الإسلام. لهذا اعتبر أن العروبة والإسلام صنوان لا يفترقان، وقد حارب الكفار والمشركون النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحاربوا الأفكار التي جاء بها، وهي من الوحي، لأنهم كانوا يعيشون حياة العصبية القبلية والتعصب لدين الأجداد الذي جاء دخيلاً على مكة، وصاروا يحمونه ويقدسونه، ولأن الإسلام جاء بمبدأ لا فرق بين أبيض وأسود لأنه دين الإنسانية وجاء بتوحيد الربوبية والألوهية، بينما هم كانوا يوحدون الربوبية ويعددون الآلهة بحيث وصل إلى 360 إله داخل الكعبة، وكان العرب متفرقون يغزو بعضهم بعضاً، ويعيشون حالة العبودية للأجنبي، فكان قسم تحت وصاية فارس والآخر تحت وصاية الروم. وحين انطلق القائد المؤسس بالمقارنة بين ذلك العهد وعهد الاستعمار والانتداب والرجعية العربية وتفشي الفقر والجهل والفساد والعبودية والخضوع لإرادة الأجنبي فأراد أن يقتدي بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فاستنهض الهمم لتأسيس حزب الرسالة الخالدة، حزب البعث العربي الاشتراكي/ منطلقاً من نفس منطلقات الإسلام الحنيف، ولأن من كان يتسيد الموقف في بلاد العرب يحملون نفس عنجهية مشركي قريش ورهبانهم فقد وقفوا بالضد من حزب البعث العربي الاشتراكي وسخروا جهل غالبية الشعب العربي من خلال من يطلق عليهم رجال دين فوسموا البعث بصفات ونعوت بعيدة كل البعد عن منهجه وعقيدته واتهموه بتهم باطلة ونعتوه بأشنع العبارات، ونسبوا له أقوالاً وروايات كلها أكاذيب من نهج الخيال، وقد بنى عليها هؤلاء المسمون رجال الدين وأصدروا الفتاوى بتكفير البعث بناء على طلب الرجعية العربية التي هابت البعث وخافت على كراسيها، فسخروا وعاظ السلاطين لإصدار الفتاوى وفق هواهم. أقول لهم هل قرأتم فكر البعث الرسالي، وهل سألتم عن عقيدة البعث، أم أن فتاواكم تفصيل خاص لخدمة أسيادكم، وما هو حالكم الآن بعد أن وقفتم مع المحتل في غزو العراق واحتلاله وانهاء نظام البعث، هل عشتم في بحبوحة الإيمان، وهل تجرؤون أن تخالفوا ما يمليه عليكم السفير الأمريكي حول تعليم القرآن وغلق المساجد وعدم الترويج لبعض آيات القران، وهل عشتم الأمن والسلام بعد أن غدرت بكم أمريكا وجعلتكم تحت مرمى إيران. إذاً، من الكافر، هل البعث الذي يوحد الأمة ويتبع الرسالة الخالدة ويحفظ للأمة والدين كرامته، ويحمي الحدود والسيادة، ويدافع عن المقدسات، أم أنتم الذين بايعتم الأجنبي وتحالفتم معه لتدمير بلد مسلم وتسليمه إلى أشد أعداء العرب والإسلام، وبعد أن تكشفت لكم الحقائق حول الاحتلال وما بعده، هل أصلحتم حالكم وعدتم إلى رشدكم، أم لا زلتم في الغي، ولنا في عدم التكفير أسوة حسنة، حينما بعث النبي الكريم سرية لمقاتلة الكفار وقد تمكن أسامة بن زيد من أحدهم وحين رفع أسامة سيفه قال الكافر لا إله إلا الله، ولكن كان سيف أسامة أسبق، فقتله، وحين علم النبي بذلك سأل أسامة لم قتلته وقد قال لا إله إلا الله، فرد أسامة بأنه قالها خائفاً، فقال له النبي أَوشققت عن صدره، أين تذهب من لا إله إلا الله يوم القيامة. وأنتم أين تذهبون بعشرات آلاف قالوا لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، ويصلون ويصومون ويحجون، وأنتم كفرتموهم وقتلتموهم. إن البعث حزب الرسالة، وسيبقى هو حزب الإيمان، ويبقى قدوته النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشاهدتم قائد البعث الشهيد صدام حسين كيف وقف وقفة عز وشموخ أمام المحكمة المهزلة، وعراكم وعرى أسيادكم بثباته على الدين ونطقه الشهادتين تحدياً لكم ومصداقاً لقول النبي الكريم من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، فمن منكم ثبت عليها، بينما ثبت عليها البعثيون الذين كفرتموهم، لأن البعث حزب الإيمان وحزب الإنسانية وحزب الرسالة الخالدة، وحزب النضال والمقاومة، وحزب العدل والعدالة، فأين أنتم من الإسلام والبعث.