العراق والمستقبل المجهول! خنساء الفارس   منذ أكثر من تسعة عشر سنة والعراق تعمه الفوضى ويسوده الخراب والدمار واستشرى فيه الفساد، فالعراق اليوم يمر بانعطافة خطيرة، بل هي الأخطر في تاريخه، وهذا تشخيص واقعي لما يدور في كواليس السياسة والمشهد السياسي العراقي المتوتر والمتأجج، فهناك لاعبون كبار يعملون في الخفاء لحساب أسيادهم الأمريكان والصهاينة والفرس، وهناك رعاع صغار مهمتهم تنفيذ الأوامر بتوجيه من أسيادهم ومراجعهم ... هكذا أصبح حال العراق وواقعه المتأزم المرير، فعند التمعن في المشهد السياسي الحالي والنظر لما يحدث من تصرفات هوجاء وتصريحات واتهامات وانتقادات، وصلنا إلى يقين وقناعة تامة أن الدولة العراقية فاقدة للسلطة ومؤسساتها معطلة، فالسلطة وزمام الأمور بيد زعماء الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون ورؤساء الكتل السياسية المهيمنة على المشهد السياسي من خلال سياسة المحاصصة وتقاسم المغانم، فالجميع بات يشكو وينتقد ويندد ويهدد ويفضح ... لقد أصبح المواطن العراقي عبارة عن رقم خاضع للتلاعب، والمجتمع يذعن لقانون الغاب وسيطرة الجريمة المنظمة، فالسرقات والقتل أمام مرأى ومسمع الجميع بلا رادع ولا خوف من قانون أو سلطة قضائية، فالكل أصبح يسرق ويعبث بالمال العام، لقد دمر البلد بالكامل، وانهار اقتصاده، ونهبت خيراته وثرواته، ووراء كل هذا أيادي دولية وإقليمية وداخلية تتحكم بمصير البلد وتسير به نحو الهاوية ... إن الأحزاب والتحالفات والكتل السياسية المتحكمة بالسلطة الآن هم اللاعب الرئيس والخطير بمصير البلد، فهذه الأحزاب والتحالفات والكتل تتصارع فيما بينها من أجل بقائها ومصالحها الشخصية، فلا يوجد حزب أو كيان سياسي يهمه مصير ومستقبل العراق الذي بات مجهولاً.