ثورة أحرار العراق وفكر البعث علي العتيبي كانت معركة المطار هي المعركة الفاصلة والتي اتخذ فيها شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين، طيب الله ثراه، قراره إلى جميع المقاتلين بأن يكونوا تحت الأرض، وقد انتهت صفحة المواجهة وتبدأ صفحة المقاومة، وفعلاً بدأت صفحة المقاومة الوطنية وما تلاها من انتصارات أبكت الأمريكان وجعلتهم يفكرون بالهروب لولا وجود أحفاد أبو رغال والطوسي وابن العلقمي، الذين تعاونوا مع المحتل، ورغم ذلك خرج أبناء الشعب العراقي ليقفوا تلك الوقفة الشجاعة بوجه الحكومات التي نصبها المحتل وحليفته جارة السوء إيران الشر ورعاها، فكانت الاعتصامات التي تحمل فكر البعث ومطالب البعث من أجل تحرير العراق وشعبه، والتي تحولت إلى ثورة شبابية كادت أن تسقط العملية السياسية وتطبق على بغداد لتحررها لولا الخبث المشترك للتحالف الثلاثي الغادر المتمثل بالصادات الثلاث أمريكا الصليبية والصهيونية وإيران الصفوية فولدت لنا ما يسمى داعش التي أدخلوها العراق لتكون الخنجر المسموم في خاصرة الثوار، فتم الصاق تهمة داعش على الثوار، فحشدت أمريكا العالم تحت اسم محاربة الإرهاب وداعش، ولكن في حقيقتها محاربة الشباب العراقي العروبي الذي يريد تحرير العراق، فكانت النتيجة أن هذا التحالف ضم كل العالم ليحارب ويدمر العراق ويقتل العراقيين وإذلالهم، وكانت النتيجة التدمير الشامل للمحافظات المنتفضة وتهجير سكانها وإذلالهم في المخيمات، وتغييب أبنائهم، وبعدها خرج شباب العراق مرة أخرى في انتفاضة شاملة اشتعلت شرارتها في تشرين 2019 ولا زالت وهاجة رغم ما واجهت من قتل وتغييب وخطف وتشويه وتسلل إليها الكثير، ولكنها تبقى ثورة النقاء العراقي التي عبر فيها الشباب عن فكر ومبادئ البعث العظيم، وقد يقول قائل لكننا لم نجد فيها اسم وشعارات البعث، ونقول لهم إن الفكر ليس بالشعارات التي ترفع ولا اليافطات، بل الفكر هو التعبير الصحيح الذي يتمثل بمطالب الشعب، والبعث هو المعبر الحقيقي لمطالب الشعب، لهذا تجد اتهامات السلطة وأحزابها وميليشياتها لثورة تشرين بأنها ثورة بعثية، وهم يعرفون جيداً أنها فعلاً ثورة بعثية، لأن الثوار وحتى وإن لم ينتموا لحزب البعث لكنهم يحملون أفكاره الواضحة والتي تمثل أهداف ومطالب الشعب في الحرية والتحرر والاستقلال وطرد المحتل وحفظ كرامة الإنسان وبناء العراق والنهوض به إلى سلم المجد. إذاً، مهما أصدروا من قرارات ضد البعث فالبعث وعقيدته وأفكاره مستمدة من الرسالة الخالدة، والبعث هو من يحمل راية ثورة الحسين ضد الظلم، وها نحن نرى انتصار البعث وخلوده من خلال المقاومة الوطنية التي انطلقت بعد الاحتلال وما تلاها من وقوف الشباب ضد الظلم والطغيان، ولا تزال شعلة البعث وهاجة في قلوب وضمائر وسواعد الشباب، وهم أفضل من يحمل الراية التي أريد لها أن تنتكس من خلال شق وحدة الحزب، ولكن هيهات هيهات، فالبعث بعث الرسالة الخالدة، بعث الأمة العربية، بعث الوحدة والحرية والاشتراكية، يبقى متوحداً بحكمة القيادة القومية خيمة البعث ورمزه، وتستمر ثورته ليس في العراق فحسب بل في كل قطر عربي تعرض لما يتعرض له العراق، وشعلة الثورة وقادة بأبطالها في الداخل حتى تحقيق النصر.