القيادة القومية ودورها في قيادة البعث خنساء الفارس القيادة القومية هي أعلى هيئة قيادية في الحزب والمسؤولة عن صنع واتخاذ القرارات الحزبية المهمة والحازمة في جميع الأمور المتعلقة بسياسة الحزب، ولها فروع في جميع أقطار الوطن العربي تمثل تلك الأقطار، وللقيادة القومية السلطة والشرعية في انتخاب وحل أي قيادة قطرية، والتصديق أو رد ما تقرره تلك القيادات، وتوجيه سياسة الحزب في الشؤون العربية والدولية ... لقد كان للقيادة القومية ومنذ نشأتها دوراً بارزاً تجاه قضايا الأمة المصيرية من خلال مواقفها النضالية الثورية وبياناتها ومنشوراتها وقراراتها الشجاعة وتعبئة الجماهير في الانخراط بصفوف المقاومة الشعبية، ولا يزال دورها فاعلاً، وبعد احتلال العراق وغزوه من قبل القوات الأمريكية الغازية وشياطين العصر الذين جاؤوا أذلاء متسكعين خلف دباباتها، والدور العدائي الذي لعبته إيران، والذين جمعهم عداؤهم للبعث وقيادته، والأحداث التي جرت في اليمن وليبيا وسورية كان لها دوراً بارزاً ومهماً من تلك الأحداث ، ودوراً فعالاً في قيادة البعث وتوحيد الصف والكلمة رغم كل المؤامرات الدنيئة والدسائس الخبيثة التي تعرضت لها من قبل الخونة والمتآمرين والمندسين ... إن علاقة قيادة الحزب في العراق مع القيادة القومية عبر مسيرة الحزب علاقة صميمية وطيدة تسودها الألفة والروح الرفاقية وسمو المبادئ والمصير المشترك والمواقف النضالية المبنية على دستور البعث ونظامه الداخلي، فتاريخ البعث لم يشهد يوماً أي إشكال بين القيادة القومية وقيادة الحزب في العراق، فالقيادة القومية تؤكد دائماً وتسعى وتحرص على سلامة الحزب في العراق في هذه المرحلة لمنع اختراق صفوفه من قبل الأعداء واستهداف مناضليه، وهذا أهم هدف يصبو إليه الاحتلال الأمريكي - الإيراني ... لقد دعت القيادة القومية كافة الحركات والقوى الوطنية العربية التي باتت تدرك حجم الخطر الإيراني على الأمن القومي العربي للحد من تمدد هذا النظام العدواني ومشروعه الصفوي التوسعي، وهذا يتحقق بمقارعته واسقاط دوره في العراق والذي يعتبر منفذاً رئيس لتنفيذ مخططه التدميري للأمة، ودعت أيضاً إلى توفير الدعم والاسناد للمشروع الوطني العراقي، كما دعت إلى الارتقاء بالعمل النضالي الثوري العربي في ظل التحديات التي يواجهها الأمن القومي العربي في ضوء استعراضها وقراءتها للأحداث الراهنة ورؤيتها الثاقبة للواقع العربي في هذه المرحلة التاريخية العصيبة ... إن القيادة القومية وفي ضوء تصاعد التهديدات ضد الأمن القومي العربي وهوية الأمة ورسالتها الخالدة وتاريخها المجيد وحضارتها الإنسانية العريقة تبقى غايتها الأساسية الجماهير العربية ونضالها، فقد رأت بأن الحراك الشعبي الذي انطلق في العراق عام 2019 مطالباً بالتغيير والإصلاح السياسي يبقى الحل الأمثل الذي تستطيع الجماهير من خلاله التعبير عن إرادتها وطموحاتها وآمالها وأهدافها التي تسعى للوصول إليها، فقد حيت القيادة القومية وآزرت انتفاضة تشرين الباسلة وثوارها الأبطال وصمودهم الأسطوري أمام قمع أجهزة الطغمة العميلة الفاسدة والميليشيات المجرمة التابعة والمدعومة من قبل إيران الشر والرذيلة الذين حاولوا بكل مخططاتهم العدوانية الخبيثة اجهاض تلك الانتفاضة الشعبية التي وقفت بوجه الظلم والطغيان وتحدت الخونة والعملاء والفاسدين ... ستبقى القيادة القومية مناراً يقتدى به ورمزاً شامخاً وعنواناً بارزاً لكل المناضلين الأصلاء رغم أنوف الخونة والعملاء والمتآمرين والمندسين. المجد والخلود لشهداء حزبنا الأبرار يتقدمهم شهيد الأضحى الخالد صدام حسين، والعز والفخر والرفعة لمناضلي البعث العظيم القابضين على جمر المبادئ.