الأستاذ حسن النويهي صاحب اللقب بحق ومن استحق الأستاذية بجداره الأستاذ والمعلم القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق.. الأستاذ ميشيل نستذكره اليوم وهو الحاضر الغائب... في بداية السبعينات لم أكن أعرف شيئاً عن القائد المؤسس وإن كان اسمه متداولاً أيام المدرسة الإعدادية حيث كان بعض مدرسينا من البعثيين.. كنت أسمع عن الأستاذ ميشيل ونادراً ما سمعت واحداً يذكره بدون الاستاذ.. تعرفت إلى الأستاذ ميشيل من خلال مؤلفاته وما خطه بيده وما قاله في محاضراته وندواته وما كتبه عنه الآخرون من سيره ومسيره ونقد.. أحمد ميشيل عفلق مدرسة راسخة في القيم والمبادئ ثابت لم يتلون ولم يتغير قرات له ما كتبه في البدايات ولولا انه محفور بالتاريخ لقلت إنه كتبه اليوم أو البارحة أو غداً.. أنه أستاذ في تعليم الأمة كيف تخط طريقها نحو الخلاص من الاستعمار والاحتلال والاستعباد أستاذ في الأخلاق ومدرسة في القيم.. لم يعرف عنه أنه كان طائفياً أو اقليمياً أو متعصباً أو متحزباً إلى فئة.. ضحى في سبيل أمته ومبادئه وتحقيق اهدافها وقبل حل الحزب في سبيل الوحدة... وتنازل عن موقعه في الحزب ولم يكن شللياً أو فئوياً.. عندما كانت تثور فتنه كان يعمل دور الإطفائية وقد وصل به الحال إلى الابتعاد والرحيل إلى المنفى ولم يعد إلا بعد ثورة تموز وطمأنه الرفاق له بأنها مختلفة عما سبق وأنها تجسيد لمبادئ البعث وستعمل على تحقيق أهدافه.. في سبيل البعث كان القائد المؤسس ومات على ذلك.. كان متواضعاً ترى في وجهه مسحه نقاء وعلى جبينه قمة الادب.. نحيل الجسم هادى الطباع صاحب نبره متوسطة غزير المعرفة خطيب مفوه قوي الحجة... رأيته مره واحدة في العيد الفضي لتأسيس الحزب وسلمت عليه وكان يومها شديد الحماس والفرح والتفاؤل بالشباب وما حققه الحزب في سنوات ما بعد الثورة.. الأستاذ في ذكري رحيله يكتب عنه الكثير وقيل فيه الكثير لكن نستذكره بحب وألم وبغضب مما فعل الحاقدون الجبناء في الاعتداء على قبره وتدميره وتجريف المقام نتيجة حقدهم وخستهم ونذالتهم... لقد ارتوينا من مدرسة القائد المؤسس وتعلمنا ألف باء السياسة وعشق الأمة والإيمان بالوحدة والحرية والاشتراكية وأن فلسطين طريق الوحدة، والوحدة طريق فلسطين وأن الأرض العربية لن تتحرر إلا بالكفاح المسلح. تعلمنا أن محمداً كل العرب فليكن كل العرب محمدا... تعلمنا أن البعث حزب الأمة، حزب الجماهير لا يسكت على ضيم ولا يقبل القسمة، وهو حزب الوحدة... وأن البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد، وأن القيادة تكليف لا تشريف... ومصلحة الحزب أهم من كل المصالح الأخرى.. رحم الله الأستاذ أحمد ميشيل عفلق، وغفر له، وهدى محبيه وأبناءه ومن سار على دربه سواء السبيل.