لا تسألوا عمن ترك الحزب ولا تستغربوا ولا تعتبوا عليهم ... الرفيق الثابت على المبادئ كثيراً ما أقرأ بعض المقالات التي يستغرب كتابها أو يطلقوا العتاب على الذين تكتلوا و (طعنوا) ولا زالوا يسبون ويشتمون بأبشع الكلمات البذيئة (لرفاقهم) وانا برأيي الصريح أن ما قاموا به اصلاً (بالطعن) بالقيادة القومية التي هي رمز البعث أسقط عنهم كلمة رفاق لنا . والذين هم بعملهم هذا أصلاً أصبحوا ليسوا من البعثيين لا انتماء ولا فكراً ولا عقيدة بل هم الان ليس لهم من البعث سوى الاسم فقط كصفة والتي لا يستحقونها اصلاً ولكن هم من يصفون أنفسهم (بالبعثيين) ونؤكد (صفة). وليس انتماء، لأن بالتأكيد هذا التحول هو ليس وليد اللحظة أو بسبب اجتماع عقد !!.... لا وألف لا ... وإنما هو تجسيد ونتاج لما هو في جوهرهم حقيقة بأنهم لا ينتمون للبعث اصلاً ولا تربطهم بالبعث اي صلة منذ أول يوم سجلوا اسمهم بالحزب ولا نقول انتموا فيه للحزب، وما يمارسونه من سب ولعن وطعن تكشف النقاب عنهم وعن معدنهم الحقيقي، لأن العلاقة بين البعثي وحزبه ورفيقه في الحزب هي الكاشف الحقيقي لمن هو البعثي الحقيقي. يقول الشهيد صدام حسين رحمه الله (العلاقة التي بينك وبين الحزب والعلاقة التي بينك وبين رفيقك في الحزب يجب أن لا تتفوق عليها أي علاقة) . ولنا أن نتصور كيف يجب أن تكون طبيعة وعمق وميزة هذه العلاقة التي يجب أن تتفوق على الأخوة والقرابة والصداقة وغيرها من العلاقات الانسانية والاجتماعية. ذكر الشهيد صدام حسين في أحد اجتماعاته مع القيادة حالتين تم فيها معاقبة أحد كوادر الحزب و وزير تم إحالته على التقاعد بسبب ورود معلومات على انهم كانوا يسيئون معاملة والديهما وان هذا الوزير كان يضرب والده ويقول الشهيد (بأنه أصر على تثبيت إن سبب الاحالة على التقاعد ليس بسبب عدم الكفاءة بل بسبب سوء اخلاقه. وأكد سيادته بقوله نحن ماذا نريد في الحزب غير أن نزرع قيم ومثل عليا يقتدى بها) . إذن ما يصدر من هؤلاء الذين بعملهم المخزي من تكتل وطعن بالقيادة القومية وبأمينها العام المساعد الرفيق علي الريح السنهوري حفظه الله وبأعضائها وبالرفيق أمين سر القطر الرفيق أبو جعفر حفظه الله تركوا الحزب، ومن يترك الحزب لن نسأل عنه كما يقول الشهيد صدام حسين. إن هؤلاء نؤكد أنهم كانوا يحملون البعثي كصفة فقط وليس انتماء حقيقي. وأعتقد أن تركهم وعدم الكتابة عنهم أو الرد عليهم هو الأصوب والأصح، لأن تجنب الفاحشين سنة من سنن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. تقول عائشة رضي الله عنها ( استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أئذنوا له، بئس أخو العشيرة أو ابن العشيرة فلما دخل ألان له الكلام . قلت يا رسول الله قلت الذي قلت ثم ألنت له الكلام قال أي عائشة إن شر الناس من تركهُ الناس أو ودعهُ الناس اتقاء فحشه). لذلك إن ترك هؤلاء وعدم ذكرهم وتذكيرنا بهم و بفواحش الفاظهم أسلم وأفضل لنا ليكونوا نسياً منسيا. فهم ليسوا من يشغلوا فكرنا أو لهم ذكر في عقولنا أو أثر في نفوسنا، وما يشغل بالنا الآن وقبل ومن بعد هو الوطن وتحرير الوطن ولا وقت لنا لكي نعتب على من لا يستحق العتب كما يقال شعبياً (ولك لو تسوى العتب چا عاتبيتك) . فإن حجمهم أصغر من أن نشغل أنفسنا بهم فالبعث والبعثيون الحقيقيون هم أكبر من أن ينشغلون بمن هب ودب. حكمة تقول: (عليك أن تتوقف عن العتب لشخص ما لا يهتم لما تقوله فكثير منا لا يهتم لصوت المكيف في غرفته إلا بعد أن ينطفئ) اتركوهم عندها سيشعرون بأنهم لا قيمة لهم، فلا تسألوا عنهم ولا تستغربوا ولا تعتبوا.