أحمد ميشيل عفلق قائد فذ ومؤسس بارع لحزب عظيم خنساء الفارس   ولد الرفيق القائد المؤسس "رحمه الله" في دمشق وانخرط في ريعان شبابه في العمل السياسي وأسس مع زميله المرحوم الأستاذ صلاح البيطار عام 1941 حركة "الإحياء العربي" والتي أصبحت فيما بعد "حزب البعث العربي الاشتراكي"، وفي عام 1948 قاد مجموعات من المتطوعين البعثيين في الحرب ضد الكيان الصهيوني، فكان حلمه ومبتغاه تحرير فلسطين وتحقيق الوحدة العربية، وكان له الدور الأساس في قيام الوحدة بين مصر وسوريا. لعب الرفيق القائد المؤسس خلال مسيرته النضالية الثورية دوراً بارزاً في الثورات التحررية العربية، وتعرض للاضطهاد والاعتقال والتشريد والأحكام العرفية الجائرة، واستطاع بحكمته وارادته الصلبة وتحديه للواقع المرير الذي تعيشه الأمة العربية في تلك الحقبة التاريخية بث روح الحماس والاقتدار في صفوف المناضلين، فكان قائداً يحمل صفات نادرة وفريدة، واستطاع بصموده وثباته تجاوز كل المحن والعقبات ... أدرك رحمه الله أن من أجل تعزيز الانسجام والتماسك والتلاحم الوطني بين قيادة البعث وكوادره يحتاج في إلى مد جسور الثقة من خلال التفاعل والتواصل وتنمية روح التعاون، وقد عرف عن قربه لرفاقه من خلال اللقاءات والاجتماعات الحزبية، وأكد على تعزيز العلاقات الرفاقية، ووجه رفاقه بأن يكون لهم دوراً فعالاً في المجتمع وفي كسب ثقة الجماهير العربية، وبفضل رؤيته الثاقبة وحكمته جعل للبعث مكانة خاصة ومتميزة لدى جماهير الأمة من المحيط إلى الخليج ...  لقد كان الرفيق القائد المؤسس قائداً فذاً يستقرئ أحداث المستقبل وفق منظوره الثري بالخبرة والكفاءة والاطلاع العميق، وكان ذو همة عالية وطموح قل نظيره، وواجه بشجاعة فائقة واقتدار عالي التحديات الخارجية التي تعرضت لها الأمة العربية، والمخططات والمكائد والمؤامرات العدوانية التي استهدفت البعث ومناضليه، وجعل من البعث مدرسة للأجيال ومناراً لهذه الأمة المجيدة ...  انتقل إلى جوار ربه الكريم في الثالث والعشرين من حزيران عام 1989 بعد حياة حافلة بالعطاء الثر والنضال والتضحية.. رحل وسيبقى خالداً في ضمائر المناضلين وأبناء الأمة الشرفاء ومناراً للأجيال العربية على مدى التاريخ.