الافتتاحية في ذكرى وفاة القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق ثلاثة وثلاثون عاماً مرت على وفاة القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق ولا زال البعث الذي بدأ المرحوم مرحلة التبشير بولادته في ثلاثينيات القرن الماضي شباباً تزدهر الحياة في تنظيماته في كل أقطار الأمة، ويعول عليه ملايين العرب لتحقيق الانقلاب العربي المنشود لتحقيق أهداف البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية، هذا الثالوث الذي صار جزءاً من حياة كل العرب حتى الذين حملوا العداء لأي سبب كان لمشروع الثورة العربية القومية التحررية الاشتراكية الذي تصدى له البعث. ولا زالت الأمة العربية أمة واحدة ذات رسالة خالدة رغم الأهوال التي تبدوا وكأنها صنعت من قبل أعداء الأمة التقليدين وغير التقليديين لتجعل وحدة الأمة التي هي أمر واقع وهوية كل عربي وكأنها سرابٌ بعيد وحلم لا يتحقق. ولم يبق البعث شباباً مع تقادم الزمن فقط بل إن شبابه يتعزز بإنجازات النضال والجهاد التي يحيكها البعثيون ويحققونها عبر حراكهم المقاوم لتحقيق الحرية والاستقلال التي ستبقى أهدافاً لا تفنى ما دامت أمتنا تتعرض للاستلاب والاغتصاب والاحتلال، وحراكهم الهادف إلى تنمية وعي الإنسان وتحسين مستويات حياته التي هي الأخرى جوانب عضوية حية لا يأكل الزمن من جرفها بل تتجدد مع بقاء الأهداف والغايات غير متحققة كلاً أو جزءاً. إن عبقرية الرفيق القائد المؤسس ورفاقه من الرعيل الأول قد تكشفت عن أروع وأعظم صورها حيث الأفكار والمبادئ والشعارات التي تبنوها لتكون أهدافاً وسمات لحزب الثورة العربية، حزب البعث العربي الاشتراكي، إن هي إلا ضرورات حياة وكرامة وسمات أمة تتوالد عبر جينات بقاء الجنس العربي. لقد منح الرفيق القائد المؤسس العرب عبر البعث صفات وخصال وسمات الإنسانية لقوميتهم العتيدة، هوية وفكراً، ونأى بها عن الشوفينية والعنصرية، وغمسها بعبق المحبة والانفتاح الإيجابي على الإنسانية كلها بل جعل من هدف التطور العربي هدفاً نبيلاً سامياً لأنه يفضي إلى توسيع وتعميق وبعث الدور العربي في صناعة الحضارة والتطور البشري الذي قد تعرض للتدهور والشح بسبب دخول الأمة في متاهات وصراعات، بعضها ذاتي والأكبر والأعظم هو ما فرض عليها خارجياً. المجد لذكرى الفيلسوف الثائر الباحث العالم العربي الأستاذ أحمد ميشيل عفلق، الرحمة والخلود لقادة البعث والأمة حملة رسالتها، وهم رجال الرسالة، يتصدَّرهم الشهيدان صدام حسين وعزة إبراهيم.
