صمود البعث الرسالي الخالد وثباته أمام التحديات الثائر العربي الحيدري إن الحيوية العالية وروح التجدد التي تميزت بها رسالتنا الخالدة في اصعب الظروف ليست إلا دليلا على أن المبادئ لا تتكلس والعقيدة لا تموت ما دام يحملها دم متجدد حي يسري في عروق من اخلصوا الانتماء لامتهم وعقيدتهم القومية ولقد حظي موضوع الفكر القومي ومشروعه باهتمام متواصل من قبل حزب البعث الرسالي الخالد الذي أصبح ضرورة تمليها المصلحة القومية المشتركة على امتداد الرقعة الجغرافية للوطن العربي الكبيرحيث لا مستقبل للامة ضمن الظروف الراهنة الا بالوصول إلى تجمع قومي عربي نهضوي قادر على الصمود والمواجهة والعطاء والتضحية وان التزام حزب البعث بقضايا الامة ومصالحها وثبات موقفه عبر العمل الدؤوب لتحقيق أهدافه التي رسمها لنفسه وعمل على تحقيقها عبر معاركه النضالية ضد الامبريالين الجدد ومشروعاتهم ومخططاتهم والصهيونية العالمية وكيانها العنصري العدواني التوسعي مما جعله حزبا رائدا وعلما يحتذي به من احزاب وقوى التحرر العربي في أغلب الاقطار العربية كونه الأكثر غنى وتجربة في ممارسة نضالاته التحررية حيث واجه حزب البعث الرسالي عبر مسيرته النضالية تحديات كبيره فعمل على تذليلها لانها تحول دون تحقيق أهدافه المثلى في الوحدة والحرية والاشتراكية وقدم تضحيات من أجل قيام الوحدة وكان أول حركة قومية عربية استطاعت أن تجسد بمنطلقاتهاوإستراتيجيتها نزوع جماهير الامة إلى التحرير والطموح لتحقيق الوحدة بأي ثمن ولقد عانى الحزب منذ تأسيسه من موجات العداء من أصحاب الفكر المعادي للمسألة القومية التي تمثلت بأصحاب المشروع الاستعماري الصهيوني الصليبي الصفوي المعادي للفكر القومي العربي التحرري فتم تأسيس كيان عنصري صهيوني على أرض فلسطين وواجه الحزب أيضا المد الصفوي وحركاته المعادية للعروبة والاسلام حيث ثبت ارتباطها بالمخططات الغربية والصهيونية العالمية وهي إحدى ادوات التدخل الخارجي في المنطقة ولذا فان صمود الحزب اليوم في ظل هذه المتغيرات على الساحة الدولية والعربية لم يكن نابعا من صمود فكره القومي وديمومته بل بعلاقته الثورية بجماهير الامة وارتباطه بها ارتباطا عضويا وإيمانه بمبادئه مما دفعه للصمود في وجه أعتى هجمة استعمارية عليه وعلى العرب جميعا هجمة اتخذت كافة الوسائل لتدمير العرب ومحو هويتهم الثقافية والحضارية وتفكيك عوامل القوة داخل المجتمع العربي الواحد وان ما جرى ويجري على الساحة العربية من تطورات وإرهاصات فان فكر البعث الرسالي ومبادئه ونظريته العلمية والعملية هو منصة الخلاص من هذا الواقع المرير الذي تمر به الأمة وهو سفينة النجاة للخلاص من الهجمة الصهيونية والصفوية والصليبية التي تجتاح مجتمعاتنا وتحاول تدمير كل ما تم بناؤه لان المسالة القومية هي الجامعة والمانعة لبقاء العرب كيان موحد ولذا ركز البعث على تحديد اولوياته التي امن بها وهي الحفاظ على مقومات وجود الامة وهويتها والدفاع عن مصالحها.