تحرير العراق لن يتم إلا بيد أبنائه منيرة أبو ليل إن العراق كبلد عربي كان منارة علم وثقافة وانتماء حقيقي لعروبته، وهذا ما لفت أنظار العالم الغربي إليه على أنه البلاء الأعظم، لأنه كان حريصاً في الوقوف ضد أي عدوان يحصل لهذه الأمة، وكان دائماً سباقاً لمد يد العون لأي قطر عربي يحتاج المساعدة، مهما كان نوعها، وخاصة أنه جعل من نفسه الحامي الغيور لأبناء العروبة، فكان العراق بيتاً لكل عربي مهما كان وضعه أو دينه، لأنه صاحب رسالة إنسانية هادفة، وهمه الوحيد الدفاع عن الوطن، واعتبر الدين علاقة وجدانية بين البشر وبين الخالق. لهذا لم نكن نعرف ما هي الطائفية التي تكلم عنها الغرب، والديمقراطية الزائفة التي يريد أن ينالها الشعب العراقي من حزب ملحدٍ، وأكبر كذبة روجها المحتل حين فكر في غزو العراق هي علاقة العراق بالقاعدة وغيرها من الإرهابين، وامتلاكه أسلحة دمار علماً أن احتلال العراق ليس كما ادعى الإعلام الغربي، لأنه قام باختلاق أكاذيب حتى يشرع في ما وصل إليه العراق الحالي من تمزق فكرى واجتماعي واقتصادي، مع وجود علاقة تبعية بين من يحكم العراق وإيران الصفوية التي فرضها المحتل الأمريكي على العراق، وسمح لها بأن تكون الوريث الشرعي للعراق العربي، لأن احتلال العراق وتدميره هو السبيل للتخلص من فكرة بناء وطن عربي مستقل بكل شيء. لقد دمر الاحتلال العراقَ في جميع مناحي الحياة فيه، ودمر كل عوامل القوة التي كان يتمتع بها، وخاصة جيشه الكبير والمنظم، والذي أحدث فرقاً كبيراً في مواجهة كل الاعتداءات التي تعرضت لها الأمة، فأثبت أنه قادر على صنع النصر للأمة. لقد أوجدَ الاحتلال جيوشاً من ورق، تنهش أهلها وتساعد على تدمير وطنها بحجه الدفاع عنه، ولهذا وغيره يعاني العراق الأَمَرَّين منذ احتلاله من الأمريكي والصفوي بالاشتراك مع الكيان الصهيوني. لهذا اقول للشعب العراقي الذي تعلم من البعث أن الوطن أهم كيان يعيش فيه الإنسان باحترام واقتدار، وعليهم أن يتوحدوا تحت لواء الوطن والمواطنة الحقيقية التي أرساها البعث في نفوسهم، وأعلى من شأنهم، وهذا ما يخافه الصفوي قبل الأمريكي، لأنه بتوحدكم ووقوفكم مع وطنكم تثبتون أن العراق لا يمكن تحريره إلا بأبنائه المخلصين.