حقائق تأسيس العملية السياسية وثياب العار التي لبسها البعض كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق لقد جفا الغزاة الحق والعدل وداسوا على القانون الدولي وكل قوانين السماء بغزوهم للعراق واحتلاله، ونحن نفهم أنهم فعلوا ذلك تحقيقاً لمصالح الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني، لم يغزو العراق ليصيروا حكاماً عليه ووزراء، وسرقتهم للثروات العراقية في جلها ليست فردية بل لصالح دولهم وشركاتها الاحتكارية، لكن العصي على فهمنا وعلى إدراكنا وعلى عقولنا والأثقل من جبال الأرض على قلوبنا وضمائرنا هو هذا العار الذي لبس ثيابه بعض من يحملون جنسية الوطن العراقي، ونتساءل أحياناً بعفوية وطيبة: هل حقاً أن في الدنيا رجال بلا خجل ولا حياء مثل هؤلاء؟ من أي ظهر انبثقوا، ومن أي رحم ولدوا، وعلى أي دين أو ملة ركنوا؟ كيف ينامون الليل؟ وبأي وجوه صلفة وقحة يقابلون العراقيين والبشرية؟ هل إن من خلق الحياء وقطرات العرق على جباه الإنسانية قد خلق لهم جباهً لا تندى ولا تعرق خجلاً أو حياءً؟ من رباهم؟ من دربهم؟ من غسل أدمغتهم؟ من زرع فيهم هذا البؤس والدناءة والحقارة والوضاعة؟ من أي رقعة جلبوا حروف خطابهم وتعبيرات خرقهم الفاضح لكل ثوابت الأديان والأوطان؟ من نجح في زرع هذا الكره والغل والحقد على شعب العراق وعلى العراق الوطن؟ وإذا تجاوزنا كل هذه التساؤلات المريرة وتعاملنا مع الواقع الذي خرجت هذه التساؤلات من صدره الموجوع، فالواقع يقول بلا رتوش إن جيوشاً غازية لأكثر من ثلاثين دولة قد غزت العراق قبل عشرين سنة واحتلته. هل يستطيع ابن أنثى على وجه الأرض إنكار هذه الحقيقة؟ نوري المالكي وعمار الحكيم والصدر وصولاغ والعامري والخزعلي والفياض وكل العمائم التي يقلدونها كمراجع مذهبية على سبيل المثال لا الحصر ينكرون هذه الحقيقة ويدعون أنهم هم من غير النظام الوطني في بغداد ونال شرف سلطة لا شرف لها. العالم كله يعرف أن سلطة الاحتلال المدني قد وظفت هذه الأحزاب في مجلس الحكم وكلفت مجموعة منهم لتعريب دستور وضع في أروقة المخابرات والمحافل الماسونية وأدخلت عليه تعديلات شكلية وبعضها ألغام وقنابل إيرانية فقط لا غير. غير إن هؤلاء الأوباش يفاخرون بهذا الدستور ويغمضون عيونهم ويغلقون ما في جماجمهم على أنه دستور وضعوه هم وليس الاحتلال، وصوت عليه أرباب العملية السياسية الاحتلالية ومن ركب معهم موجة تغيير أحوال العراق إلى أحوال تبكيها عيون وحوش الغاب، وتتحسر عليها ضمائر الأحرار في كل مكان. كيف لأحزاب وميليشيات أن تدعي أنها عراقية وهي تمارس النهب والسلب واللصوصية والسرقة والإجرام بكل أنواعه ضد العراق وشعبه وتراهن على البقاء في السلطة حتى لو تم افناء ثلاثة أرباع العراقيين؟ وكيف لهم أن يقولوا إنهم مسلمون، شيعة وسنة، ويخادعون الله ورسوله وينافقون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الزيارات واللطميات وباقي شعائر محرم وصفر وهم الغارقون في نجاسة أقذر مستنقع سياسي عرفته البشرية، والسابحون في أمواج الرذيلة وانعدام الأخلاق الاجتماعية والدينية على حد سواء؟ ولن نتساءل عن دوافع بعض من شعبنا ممن أيد هؤلاء الرعاع، فنحن نعرف أن بعض شعبنا يقدس السيد الهاشمي ويصدق من يبكي الإمام الحسين ويتعاطف مع من يظهرون التدين والتشيع لأسباب تتعلق بقدراتهم التعليمية والثقافية واستيطان المنهج الصفوي في العراق بحكم عوامل معروفة. قد يقول قائل إن ما يقومون به هو سياسة، والسياسة لا أخلاق لها، ونحن نقول نتحداكم أن يفعل الأمريكيون والانجليز والصينيون والهنود والروس والماليزيون والنيجيريون والبنغال والصوماليون والمصريون والأردنيون وغيرهم من شعوب الأرض ما فعله هؤلاء الأوباش الحاملين ظلماً للجنسية العراقية، فمهما كانت السياسة قذرة فإنها لا تقبل التجسس والعمالة والخيانة والارتزاق عند جيوش الغزاة، قوانين العالم كله تقاضي الجاسوس والخائن والصعلوك المرتزق على حساب وطنه، ولا يوجد حزب وطني واحد في الكون أياً كانت درجة دناءته أن يسعى لاستلام سلطة قذرة يؤسس كرسيها غازٍ محتلٍ مجرم. لقد تعلم العراقيون من دولتهم الوطنية وبالذات في مدارس وتنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي أن السلطة وسيلة وأداة خدمة للشعب وإنها (السلطة) ملك للشعب وليس للأحزاب والمليشيات التي تنهب وتسرق وتدمر، وهذا هو سبب رفض شعبنا لمن جاء به الغزاة ليصير موظف فسادٍ ولا شيء غير الفساد، وسيقاتلهم شعبنا ويخرجهم من بلاد الرافدين، بلاد العفة والشرف والنقاء والطهر، بلاد نبي الله إبراهيم على نبينا وعليه السلام ، والخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبلاد الامام علي بن أبي طالب وبلاد الحسين وأخيه العباس عليهم السلام.