العملية السياسية الاحتلالية تغرق في فشلها الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس/ أكاديمي عربي من العراق قلنا مراراً وتكراراً أن ما يحصل في العراق منذ الانتخابات الأخيرة في أكتوبر، تشرين أول، العام الماضي إلى الآن هو نتاج فشل العملية السياسية ونتاج الانسدادات المميتة التي وصلت لها بسبب فسادها وباطلها وإجرامها، وبسبب مقاومة شعب العراق لها ورفضها. إن أحد مظاهر الانسداد في مسارات العملية السياسية هو تصاعد حدة الصراع بين مرتزقتها على السلطة وفرص النهب والسلب والقتل والترويع، التي هي أمراض متأصلة في بُنى أحزاب إيران وذيولها. فالصراع بين (التيار الصدري وبين الإطار التنسيقي) ليس صراع إصلاح، كما يروجون، فالجميع يعرف أن العملية السياسية عصية على أي إصلاح، فهي كذيل الكلب الأعوج لا يعدَّل أبداً، إنه صراع على الحقائب الوزارية ومنافعها للعصابات التي سلطتها أمريكا على العراق وصراع لقوى الاحتلال الإيراني على واجهات السلطة وفرص الفساد المختلفة التي تنتجها هذه السلطة. على العراقيين أن يعوا هذه الحقيقة وأن يرفضوا أن يكونوا وقوداً لنيران فتنة تصنعها دول الاحتلال، وخاصة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وإيران لإطالة زمن سلطة العملية السياسية. إن ما يطرحه الصدر عن الإصلاح والاستقلال والسيادة خداع مفضوح، فهو لا يمتلك برنامجاً وطنياً حقيقياً مستقلاً عن الاحتلال والنفوذ الإيراني، مثله مثل الدعوة وبدر والحكمة وسنة إيران، خداع يراد منه سحب البساط من تحت أقدام الوعي العراقي المتصاعد وثورة تشرين الباسلة، التي تتجه بثبات لتدمير منتجات الاحتلال، وأولها عملية الاحتلال السياسية الباطلة. إن ابراز لعبة الثلث المعطل الآن وتكريسها هي للخداع أيضاً، ومن غير المعقول أن تكون أمريكا غير قادرة على إنهاء أزمة تشكيل الحكومة، وهي القادرة من وجهة نظر عبيدها على حكم العالم.