هكذا ترمى الاشجار المثمرة بالحجر فوزي عبد الجليل الأشجار لو لم تكن مثمرة لما رميت بالحجارة، مثل ينطبق على كل شيء مثمر ومنتج. البعث كونه الشجرة المثمرة التي أرست جذورها في عمق الأمة العربية ولكونها آتت أكلها، لهذا امتدت الأيادي الخبيثة عليها ضرباً بجميع الاتجاهات الخارجية والداخلية. الخارجية تمثلت بكل أنواع التآمر والتدمير الدولي والإقليمي، ولكن الأدهى من المؤامرات الخارجية، هو ما حصل للحزب من داخله، من تمرد وانشقاقات كلها جاءت بأوامر خارجية لضرب الحزب من داخله وبواسطة من تساقط من جنبات البعث . تمسك هؤلاء الغادرون عير مسيرة تاريخ الحزب ، بتزييف اسم البعث، وهذا لم يأت من فراغ، حيث بإمكانهم تأسيس حزب آخر غير حزب البعث، ولأنهم يعلمون علم اليقين أن لا ثمر إلا لشجرة البعث في العراق والأمة، فلهذا امتدت أذرعهم الخبيثة لمحاولة سلب روح البعث من جذوره القومية العروبية، ليتمكنوا من أغصانه القطرية. المؤامرة إذاً هي تدمير البعث من داخل البعث، ولكن التجارب عبر مسيرة تاريخ الحزب، والخبرة الطويلة للمناضلين ، والحصانة التي عاشها البعث منذ تأسيسه، جعلته يقف شامخاً في كل مرة بوجه الهجمات الصفراء والزرقاء والحمراء. البعث كان وسيكون عصياً على خوارج المرحلة، ممن اعتقدوا باطلاً أن بإمكانهم تزييف البعث وتجهيل المغرر بهم . البعث للمؤمن به رسالة ومشروع ومنهج، وللمتملقين منصباً ودرجة تشريف، وهيهات بين الاثنين. فالأشجار المثمرة تطرح ثمارها برمي الحجارة عليها، ولكنها بالوقت نفسه تسقط من جنباتها كل ما هو يابس وغير ناضج ومضر لها، وتنفض عنها غبارها وكل ماعلق بها من أدران لتعود من جديد تزهر وتثمر.