ملامح المرحلة التي تمر بها العملية السياسية الاحتلالية منيرة أبو ليل إن العراق كدولة تمر حالياً بأصعب مرحلة وهي العملية السياسية التي فرضت عليه من مجيء المحتل الامريكي إلى أرض الرافدين لكسر هامة هذه الأمة وحتى تكون مسرحاً كبيراً لكل أنواع الفساد والحرام بكل أنواعه والتي أدت إلى التغيير الحقيقي لما كان عليه الشعب العراقي قبل الاحتلال وبعد دخول المحتل الأمريكي إليها واجتثاث الحكم الوطني فيها وتهجير العقول العلمية لإثراء الغرب من علمها ومن بعده الصفوي وذلك لإنهاء دور العراق العربي والذي كان رائداً فيه. لأنهم لا يريدون شعوب تعادي بني صهيون وحكاماً من ورق يسهل تدويرها كما شاءوا فهذا واقع جديد عليه وخاصة حين ملكت العمائم تحت ستار الدين لتدير العملية السياسية الهشة التي يراد منها تقسيم العراق على أساس طائفي موالي لإيران، وبذلك يكونوا قد أنهوا العراق كبلد كان مستقلاً وخارجاً عن الإرادة الدولية ليبقى وضع العراق كأخطر وطن طائفي يقتل أفراده على الهوية الطائفية وتمرير حقول النفط للكيان الصهيوني حتى يكون متحكماً بكل مفاصل هذه الأمة. كل الحكومات التي أتت بعد الاحتلال وجودها مرهون بصاحب الولاية الصفوية حتى تعيش هذه الفئة على حساب الشعب، وتبقي العراق رمزاً للذل العربي الحديث من جراء انتهاء الحكم الوطني، كل حكومات العراق التي جاءت بعد سنة 2003 أتت بقرار أمريكي صهيوني إيراني وهذه الحكومات لا تقدم شيئاً للشعب إلا بموافقة السيد الإيراني حتى يبقى باسطاً يديه في الأحواز العربية المحتلة، وأقطاراً عربية استشرى بها السرطان. وإذا نظرنا إلى ما يحدث في العراق من ثورة عارمة وإيمان حقيقي لدى الشعب العراقي بإنهاء الوجود الصفوي والأمريكي في وطنه بأن يحدث تغييراً حقيقياً في سلوكه أمام وطنه، بأن يتوحدوا تحت محبة الوطن دون الخوض بالطوائف التي أدت إلى هلاكهم من خلال هذه العمائم العميلة والمرهونة للغير حيث نرى صحوة حقيقية لدى هذا الجيل الذي فقد الكثير من خلال هؤلاء الجهلة الذين حكموا وطنهم بأن ثاروا عليهم وعلى أفكارهم التي أدت بهم إلى الحضيض إرضاء للمحتل.