العراق... اختلاط أوراق وضياع مفاهيم خنساء الفارس في العراق اليوم اختلط كما يقال (الحابل بالنابل) ، بشكل بات التمييز صعباً جداً بتداخل المفاهيم السياسية واختلاطها في التسعة عشر سنة التي تلت الاحتلال، وباتت التيارات السياسية والدينية وأحزابها منقسمة على نفسها ومتصارعة فيما بينها، وكلها تسعى إلى السلطة بأي ثمن، وتطمح للبقاء في السلطة بأية وسيلة لأجل مصالحها الشخصية، فقد استغلت ولاءها لأسيادها في الخارج للتأثير على القرار السياسي من أجل بقائها في السلطة ... إن العراق وشعبه يمر بمأزق حقيقي، فالكتل السياسية والأحزاب، وخاصة الأحزاب الدينية لا تستطيع أن تحرك ساكناً، ولا تستطيع تقديم أي برامج ولا رؤى، فهي مجرد دمى متحركة، فقد باركت إيران النتائج التي حصلت عليها الأحزاب المغطاة بالدين ودعمتها في الوصول إلى السلطة لاستغلالها بتنفيذ أجنداتها داخل العراق، ومن جانب آخر استخدمت أمريكا ديمقراطيتها المزيفة غطاء لذلك ... إن دمار العراق سببه ضياع الهوية والثوابت الوطنية والمفاهيم والقيم على يد زعامات فارغة وأحزاب فاسدة وبرلمان فاشل وإعلام مأجور ومحاصصة وطائفية مقيتة طبقاً وتبعاً لأجندات خارجية، فالتفكير ببناء عراق حر مستقل ذو سيادة لا يمكن وهو بهذه حالة ، ولا يمكن أن تبقى القوى السياسية الحاكمة وأحزابها وبرلمانها من دون تغيير ، ولا يمكن أن تبقى الأوراق مخلوطة والمفاهيم ضائعة وبمشيئة أمريكية - فارسية، فالتغيير بات ضرورياً، فلا يمكن أن تبقى سياسية العراق واقتصاده بيد ثلة ضالة، فالتغيير لا بد أن يجد البدائل الحقيقية لإعادة بناء العراق واستقلاله.