التحرش ظاهرة أوجدها العملاء تستهدف كرامة المرأة العراقية. زينب علي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ومجيء الطبقة السياسية الفاسدة لحكم العراق، ظهر التحرش بالنساء، وأصبحت مشكلة كبيرة على المستويات والمجالات كافة، انتشرت في العراق كانتشار النار في الهشيم، لا فرق بين صغيرة وكبيرة ولا بين محجبة وسافرة، وأصبحت مسألة خطرة ولا يوجد أحد من المسؤولين يهتم بها ويسعى لإيجاد علاج لها، ومعرفة الأسباب، والتعمق في تحليلها، للوصول إلى العلاج. نعم ...إنها مشكلة، بل جريمة التحرش الجنسي، تلك الجريمة التي طفت على السطح بعد الاحتلال، وكانت في البداية تحرش لفظي، إلا أنه تطور الأمر، وظهرت المشكلة بشكل فج، في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، وفي وضح النهار، من قبل المسؤولين الذئاب المفترسة، وهذا يشير إلى أزمة قيمية أخلاقية، ضربت جنبات المجتمع العراقي، واندثرت الكثير من الأخلاقيات والقيم الفاضلة، بل يوجد مخطط ممنهج من قبل إيران الصفوية لتدمير المجتمع العراقي، وهذا الأمر المخيف يصاحبه ضعف الرقابة الأسرية والتربوية، والإعلام الفاسد، كما أن البطالة التي يعيشها الشباب من الجنسين، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، وبعض الشابات من أجل أن تحصل على فرصة عمل سمحت لنفسها بدون وجه حق قبول التحرش الجنسي من قبل المسؤولين في العمل، وهذا لا يعني كل الفتيات يمارسن هذا السلوك الخاطئ، بل بعض الأحيان تواجه النساء الإكراه الجنسي من خلال استخدام التهديدات أو الرشاوي أو الضغط المرتبط بالعمل للوصول إلى أهدافهم. وأكدت العديد من النساء أن الرؤساء في العمل يعرضون بشكل مباشر مطالب جنسية، وفي حالة رفض النساء ذلك تتعرض لضغوط منها المعاملة السيئة أو إضافة أعباء عمل مضاعفة أو توجيه العقوبة، والتهديد بالفصل من العمل، مما يدفع المرأة الموظفة أو العاملة على ترك العمل لعدم وجود جهة تنصفها. إضافة إلى تحرش المسؤولين، هناك أعمال تتطلب التواصل مع الجمهور مثل (الممرضات، المعلمات، البائعات،... إلخ) يتعاملن مع عملاء من خارج نطاق عملهن يتعرضن أيضأ في أحيان كثيرة للتحرش الجنسي، ويتعرضن لاعتداءات بدنية في حالة مقاومتهن وتصديهن للمتحرش، أو يحدث ضغط من مكان عملها حتى لا تخسر العميل. إن التحرش يسبب إيذاءً نفسياً وشعور المرأة بالانكسار والشعور بعدم الرغبة في الذهاب إلى العمل، وإنهن طوال اليوم يشعرن بارتباك وخوف مما يؤثر على قدرتهن على أداء العمل بكفاءة، لعدم توفر الأمن الوظيفي الذي يحفظ كرامة المرأة، كما كان في العهد الوطني. إن التحرش الجنسي هو أحد الأفعال المشينة التي تمس كرامة وجسم المرأة على حد سواء، فقد دعت مختلف التشريعات الدولية والوطنية في معظم الدول، إلى التدخل بشكل فاعل من خلال توفير الحماية الجنائية لكافة أشكال الإساءة التي تتعرض لها هذه الفئة الهشة من المجتمع، وصدرت العديد من المواثيق والإعلانات الدولية، من بينها الإعلان العالمي لوقف العنف ضد النساء والذي وقعته الأمم المتحدة سنة 1993م. يعتبر من المواضيع المهمة والحساسة، ويحظى باهتمام دولي ووطني إلا في العراق، المسؤولون هم الذين يمارسون التحرش بالنساء، مما أدى إلى تفاقم آثارها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والتربوية على المرأة والمجتمع، وأصبحت مشكلة واقعية تعاني منها فئة عريضة من المجتمع وبشكل يومي، في المؤسسات وأماكن العمل والجامعات. كل هذا جلبه المحتل وعملاء إيران الذين نصبهم المحتل لحكم العراق.