الله يا فاو العرب طارق الحربي في مدينة الفاو التي ولدنا فيها وولدت فيها أحلامنا، وتعرفنا على أصدقائنا وتلقينا فيها الدروس والعبر والقصص، جزء من روحنا وكياننا، لذلك فكل الانتماء لهذا المكان العظيم الذي شارك في تكويننا وترك فينا من جماله شيء، فمدينتي الفاو هي الركن الأعظم في العالم. وإليها كل الانتماء والحب. في مدينتي كل الذكريات الجميلة، أصدقاء الطفولة وشجرة الحناء التي غرستها بيدي مع جدتي. في هذا المكان الذي ولدنا فيه جاذبية غريبة، فمهما بعدنا نعود إليه بكل حنين. كيف الشعور بهجرة من تحب بعد تدميرها بقذارة العدو الإيراني، ففي تلك الأرض ولدت وعشت أجمل أيامي، وكانت مدينتي جميلة نظيفة مليئة بالخير والحب قبل أن يدنسها العدو الحاقد. مدينتي وبحرها وسماؤها كلها جميلة، كلها مباركة، فمهما أبحرت في العالم عنها لم يرمن الشوق في مكان غيرها، فيها رائحة الحب المعفرة بأشجار حنائها، تفوح من كل مكان فيها، تجعل عشق الانتماء كله لها ولأهلها. مدينتي هي مدينة السلام، مدينة لها الحب والاحترام، مدينة الزهور التي تفرش الطرقات معلنة عن الجمال والحب الصافي فليس بمحظوظ أبداً من لم يزرها أو عاش فيها، تلك المدينة ولدت في قلبي منذ أن ولد فيها، وحب مدينتي لا يوصف، بكل جمال معالمها وسكانها وتفاصيل الحي، كلها أشياء تنبض في قلبي بالحنين. مدينتي الفاو بعد أن دمرها العدوان الحاقد وقضى على جمالها، وأحالها إلى أرض جرداء قاحلة، أصبح حاضرها أجمل من ماضيها بعد أن أمر القائد الشهيد صدام حسين بإعادة بنائها بأجمل حلة تحاكي كل ماضيها التليد، فالفاو تستحق كل ذلك الجمال والبهاء في أرضها وسمائها وبحرها المترامي الأطراف .. تحية معطرة بحناء الفاو لكل من ساهم بتحرير الفاو وإعادة بنائها.
