تحرير الفاو... موعد النصر المؤزر أبو فرات العراقي اعتاد العراقيون والعرب الأوفياء سنوياً الاحتفاءَ من جديد بذكرى تحرير الفاو، بوابة النصر العظيم، وما ألحقه لمزيد من الانتصارات المتتالية الممتدة على طول حدود العراق الجغرافية من الجنوب إلى الشمال، نصر مؤزر لا يضاهيه أي نصر حققه الجيش العراقي الباسل البطل، على إيقاع التضحية والفداء والشجاعة والصمود والتحدي والإصرار على انتزاع وتحرير أرض الفاو المقدسة في أسرع وأنظف معركة خاطفة خاضها الجيش العراقي الأصيل بكافة صنوفه وقيادته وقادته الشجعان ليتحقق النصر الأسطوري، بعد أن قدم الأبطال الغالي والنفيس طيلة السنوات التي سبقت معركة تحرير الفاو في أطول فترة لحرب ضروس يشهد لها التاريخ الحديث والمعاصر، من جراء اعتداء وعدوان إيران الشر والإجرام على حدود العراق وقبله بدأت الاعتداءات والعبث بالأمن القومي الحصين للعراق والأمة العربية وما تبعه من تآمر ضد شعب العراق وقيادته الحكيمة. كانت معركة تحرير الفاو في موعد النصر العظيم والفتح المبين، المعركة الفاصلة الحاسمة بمثابة تقرير المصير والتحدي والتصميم والإرادة القوية بالبقاء والاستمرار أو لا سامح الله بالاحتلال والفوضى وتحقيق مطامع وأحلام إيران بالعراق والمنطقة العربية برمتها، لكن خابت وماتت ودفنت كل المطامع في تلك المعركة المصيرية الفاصلة وفي مرحلة مهمة وعصيبة، أظهرت القوة الفريدة للجيش العراق وصمود الشعب والتفافه مع قيادته، وعظمة الإرادة والإخلاص والوفاء والثبات والشموخ العراقي المعروف بنفسه أرضاً وشعباً وتاريخاً وموقفاً وتراثاً. لقد انهزم مشروع إيران الشر والعدوان والانتقام في العراق والمنطقة بعد معركة تحرير الفاو، وانتهت نظرية الأفكار الضالة الانتقامية العدوانية ونشر الثورة الخمينية العدائية للدين والإسلام، وانقرض المخطط الخبيث الذي كان غايته الدمار والخراب من خلال أذرعها الأخطبوطية في العراق وأقطار الأمة العربية المجيدة لتحقيق أهداف وأجندة مرسومة تملأ الدنيا عاراً وشراراً، بعد أن راهن عليها العدو الخميني، وأجزم على التنفيذ والنجاح. لتعلم الأجيال الحالية وبعد الأجيال اللاحقة، أن معركة تحرير الفاو بوابة النصر العظيم والفتح المبين، ليس معركة تقليدية وفق الرؤى العسكرية، وإنما ملحمة وطنية أسطورية يشهد لها التاريخ الحديث، حتى أصبحت نظرية ودروس تعبوية تدرس في الأكاديميات العسكرية، بالرغم من الظروف الراهنة القاسية آنذاك، سياسية واقتصادية وطبيعية، وقد أذهلت المعركة المصيرية العالم كله عموماً وإيران خاصة، من هول المعركة الفاصلة الحاسمة بالسرعة والمفاجأة وعظيم الواقعة، لأنها معركة متكاملة الأركان والتي كسرت ظهر العدوان الإيراني الحاقد وبداية الهزيمة والانهيار والقبول بوقف إطلاق النار وتجرع الخميني الدجال السم الزعاف.