المرأة في دستور حزب البعث وتوجهاته زينب علي  لقد كان لعصور الانحطاط السياسي أثر مباشر على العزلة الاجتماعية للمرأة، ابتدأت بسبب تكرر الغزوات الهمجية وحدة الصراعات وكثرة الحروب وانعدام الاستقرار في الوطن العربي، مما أدى إلى ردود فعل اجتماعية تمثلت في عزل المرأة، كما نقل الاستعمار الغربي أيضأ أفكاراً متخلفة عن المرأة إلى المنطقة العربية كرست بذلك عزلتها الاجتماعية سواء باعتبارها لا تصلح للعمل أو نتيجة ردود فعل اجتماعية تدعو لحماية المرأة من القيم الغربية التي كانت تعتبر متحللة في نظرتها للمرأة والأسرة. ورغم ذلك لعبت المرأة العربية دوراً بارزاً ومشرفاً في الكفاح الذي خاضه الشعب العربي للتحرر من الاستعمار، والتخلص من الأنظمة الرجعية والدكتاتورية، فساهمت بالثورات والانتفاضات الشعبية. وفي مرحلة الأربعينات وعند التهيؤ والتحضير لتأسيس حزب البعث وضع قادة البعث وفي مقدمتهم القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله المرأة في فكر البعث، فتضمن دستور البعث في المادة (12) النص أدناه: تتمتع المرأة العربية بحقوق المواطن كلها، والحزب يناضل في سبيل رفع مستوى المرأة حتى تصبح جديرة بتمتعها بهذه الحقوق. وبهذا سبق حزب البعث كل الأحزاب في الوطن العربي بنظرته التقدمية للمرأة العربية. فإن عوامل النهوض للمرأة بدأت فعلها في المجتمع العربي. وتأسيساً على ذلك توفرت الظروف الموضوعية لبناء المنظمات النسوية في أقطار الوطن العربي، فلعب التنظيم النسوي دوراً بارزاً وطليعياً في بناء الحزب، وفي الكفاح الذي خاضه ضد الاستعمار وأعداء الشعب، فكان التنظيم النسوي قوة فاعلة بين الجماهير، ترفد غضبها واحتجاجها على أساليب الاستعمار والاضطهاد والبطش الذي تمارسه الأنظمة الرجعية والدكتاتورية بحق مناضلي البعث، وكل المناضلين الوطنيين والتقدميين. فاقتحمت النساء التعليم فكان مئات الألوف يدخلن المدارس في الوطن العربي، كما يعمل الألوف من النساء في المصانع والمعامل والمستشفيات والمدارس والمؤسسات والهيئات الحكومية. فشجع حزب البعث على ذلك وأكد أن الدور الصحيح للمرأة لا يتحقق بحركة عفوية، أو عبر سياق الاستسلام لمسيرة الزمن، وانتظار نتائج حركتها ودورانها، أن ذلك يقتضي تفاعل مجموعة من الشروط الذاتية والموضوعية، فلعب حزب البعث دوراً قائداً لكي يعطي المحصلة المحسوبة للحركة الكلية للمجتمع، تحولاً ثورياً ناضجاً، ونقلة نوعية شاملة لصالح هذا التوجه. أكد حزب البعث أن تحرير المرأة لا يتم إلا من خلال تحرير المجتمع كله سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. إن مواجهة مسألة تحرير المرأة بصورة مبدئية وشاملة اندرجت في مقدمة المهمات الأساسية للحزب. لأن ذلك يصب في صلب أهدافه الاستراتيجية الأساسية. أن المرأة العربية مدينة لحزب البعث العربي الاشتراكي لموقفه المساند والداعم للمرأة والذي أكد على دورها في القطاعات الرئيسية وتطوير مشاركتها في مواقع اتخاذ القرار باعتبار دورها في هذا الجانب يشكل جانباً أساسياً في الجهود المبذولة في تعميق مشاركة المرأة في الحياة العامة.