مواقف الرجال وقت اللزوم وائل القيسي قصة حقيقية استغرقت بضع دقائق، بطلها رجل واحد مع ولده فقط، أنهى في حينها فتنة كادت أن تعصف بمدينة كاملة داخل العاصمة بغداد. في أحد اجتماعاته غير المعلنة، مع قادته وأركان جيشه وحكومته في نهاية آذار عام 1991، روى الرئيس القائد صدام حسين (رحمه الله)، قصة رجل عراقي شجاع استطاع مع ولده من إنهاء تجمع كبير للغوغائيين الخونة في مدينة الشعلة من جانب كرخ بغداد. بعد توقف القتال في معركة أم المعارك الخالدة، وانسحاب الجيش العراقي من الكويت، قامت مجاميع غوغائية من أعداء الوطن وعملاء إيران الشر، وبدعم مباشر من الحرس الثوري الإيراني، بإثارة الفوضى والاعتداء على مؤسسات الدولة وقتل كل من طالته أيديهم الغادرة من جنود وضباط وموظفين حكوميين ولم يسلم من اجرامهم حتى المواطن المدني البسيط بل وحتى النساء، وقاموا بأعمال واسعة النطاق من النهب والسلب والحرق في عموم المحافظات الجنوبية، وكذا الحال مع المحافظات الشمالية. لكنها لم تتمكن من الاستمرار طويلا، فقد سيطرت قوى الدولة على الموقف بعد قتل وطرد هذه الشراذم العميلة وعادت هيبة الدولة وفرضت سيطرتها على كل ارجاء الوطن رغم حجم التضحيات والخسائر التي قدمها العراق آنذاك في الدفاع عن حرمة ووحدة وسيادة الوطن. وقد حاول بعض الخونة والعملاء، الذين في نفوسهم مرض، ممن لا شرف ولا كرامة لهم، بمحاولة إحداث فوضى واعمال شغب داخل بغداد العاصمة، ولكن تم انهائها فور شروعها، وكذلك في مدينة الشعلة حيث قامت اعداد منهم بطريقة خبيثة وغبية في آن واحد، حيث جلبوا نعشاً فارغاً، بحجة أنه موكب تشييع لشهيد، على أمل أن تتجمع الناس، ومن ثم يبدؤون بإطلاق شعارات ضد الحكومة والدولة وإحداث قلقلة وبلبلة في قلب العاصمة بغداد الحبيبة. كان أحد سكان المنطقة يشاهد ما يجري، وبفطنة الحر المؤمن بوطنه وقناعته الراسخة بضرورة الدفاع عن بلده، اتخذ قراراً رجولياً وشجاعاً وفورياً، فاعتلى سطح منزله بمعية ولده، وبيده بندقية كلاشنكوف، وباغتهم برشقة اطلاقات فوق رؤوسهم العفنة، يردفه ولده في الرمي، فهربت كل هذه الأعداد الغوغائية وتفرقت أمام رجل واحد، وانتهى الأمر وحسم الموضوع وعاد الأمن يعم مدينة الشعلة. هكذا هي مواقف الرجال، وهكذا يكون اتخاذ القرار وقت اللزوم.