مضت السنون من حياة العراقيين وفي طياتها صفحات وصور ومجربات عدة ملونة متنوعة مختلفة بالمواقف والأحداث الجارية، بعد أن عاث الدخلاء الغرباء المتسللون من الخونة والعملاء والجواسيس والفاسدين إلى أرض الوطن المقدس، ومنذ الأيام الأولى من العدوان والغزو والاحتلال الأمريكي حتى النفوذ والاستبداد والتسلط الإيراني، وما حيك قبلها من مؤامرات وادعاءات كاذبة واتهامات باطلة يندى لها جبين الإنسانية، وما خلفه الأعداء الأشرار الطامعون والذيول والأتباع والعبيد من آثار عدوان وإجرام وظلم وانتقام، وما عرف من سرقات وفساد وتصفية للحسابات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لم يحدث لشعب ولنظام وطني ولدولة، وليس له مثيل على وجه الكرة الأرضية، ناهيك عن ما عرف من معاناة كبيرة وآلام وحسرات وجروح عميقة مؤثرة، ولولا إرادة الله وحفظه ورعايته ثم إيمان وثبات وصبر وصمود العراقيين ودعوات المظلومين من الأبرياء والفقراء والأمهات والثكالى والأرامل واليتامى، لكان حال أهل العراق غير الحال الذي هم عليه الآن.وبعدها حان الوقت لليوم الموعود وتحمل المسؤولية الوطنية المقدسة للجميع، لتنطلق الثورة الشعبية العراقية السلمية المعطاءة، لمجموعة من الثوار الأحرار في بغداد، وتتوسع الثورة إلى المحافظات، عندما أصبحت الثورة أكثر حاجة ملحة من أي وقت مضى من أجل الخلاص والنجاة والتحرير والتغيير والفوز وتحقيق الأهداف المرجوة ونيل الحقوق المكفولة والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، ونشر السلام والأمن والأمان والاستقرار، لتكون الثورة الشعبية رسالة واضحة قوية من شعب الذرى والصبر والصمود والتحديات والمواقف الفريدة، إلى عصابة المنطقة الخضراء والأحزاب السياسية الفاسدة والمليشيات الولائية والوبائية الإيرانية، والمجاميع المسلحة، والعناصر المجرمة، وكل من يساندهم من الخونة والعملاء واللصوص والجواسيس والسراق الذين لعبوا كل أدوار الإجرام والخسة والنذالة طيلت السنوات الفائتة، وللخلاص من شرهم وشرورهم وكل ظلم وعدوان وقتل واضطهاد واعتقال وتهجير وإقصاء وتصفية الحسابات.إن هؤلاء الأبطال الثوار الأحرار الذين يسعون أن يردوا للشعب والوطن والأمة العزة والكرامة والهيبة ونيل الحقوق المكفولة والحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة الإنسانية النبيلة وتغيير الواقع الأليم المزري الهزيل، ورفع راية العراق الواحد الموحد، وإزاحة رايات الأحزاب العميلة ورفض كل أنواع التدخلات الخارجية، بالرغم من استمرار محاولات الأعداء الأشرار من الرهان على تفكيك أواصر المجتمع العراقي الأصيل الصابر المحتسب، ونشر الطائفية والمذهبية والمناطقية، وبث روح الخصام والفتن والانتقام، لكن خسر الأعداء كل الصفحات الباطلة والمخططات الظالمة والمشاريع المخربة، بعد أن باءت المحاولات بالفشل ونقلت إلى مزابل التاريخ، وشيعت الأحلام والأماني ودفنت للأبد، لأن الإيمان والإخلاص والثبات والصدق وحب الوطن والأمة فطرة العراقيين والعرب المخلصين الأوفياء النبلاء، وهي الحصن الحصين للجميع.