إن النفوذ الإيراني في العراق جاء بعد الاحتلال وبمباركة عملائه في الداخل، فقد ركزت إيرانُ في نفوذها على تشكيل حكومات وأحزاب وميليشيات مسلحة تابعة وموالية لها، فالنفوذ الإيراني في العراق جاء نتيجة الظروف والمتغيرات التي حدثت في السنوات التي تلت الاحتلال ..لقد قامت إيران بتمويل وتسليح المجاميع المسلحة وتجهيزها لتشكل مصدر ضغط على السياسيين من أجل وضع سياسات تخدم مصالحها في العراق والمنطقة، واستطاعت من خلال إيصال عملائها وحلفائها إلى السلطة أن تسيطر على العراق وتتحكم بشؤونه الداخلية وعملية صنع القرار ودعمهم للبقاء في سدة الحكم ..إن من دوافع نفوذ إيران في العراق هو البحث عن منفذ لتصدير ثورتها المشبوهة المريضة إلى دول المنطقة، فقد توفرت لها الأرضية الخصبة لتزايد نفوذها من خلال وجود الأحزاب والحركات الدينية والمليشيات المسلحة الموالية لها لتحقيق أهدافها ومخططاتها العدوانية الخبيثة التي تستهدف العراق والأمة العربية ..لقد عملت إيران على زعزعة الأوضاع السياسية والأمنية في العراق لتحقيق ما تصبوا إليه، فجندت الميليشيات المسلحة الطائفية لتقتل وتغتال وتهجر وتعبث بأمن واستقرار الدولة إضافة إلى تدخلاتها السافرة في شؤون العراق الداخلية، فمارست نفوذها من خلال سفارتها في بغداد وقنصلياتها في المحافظات الأخرى، وحققت أيضاً نفوذها في الجانب الديني وسيطرت على شريحة واسعة من خلال إثارة الفتن الطائفية والمذهبية ..لقد أصبحت إيران تسيطر على عدد كبير من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والتي تهدف من خلالها إلى التأثير على الرأي العام في العراق من خلال الأفكار والتوجهات لصالحها، ومن جانب آخر اعتمدت أسلوب تنوع وتعدد الأحزاب السياسية والدينية والمليشيات، فهذه الأحزاب والميليشيات تمكن إيران من تنويع حقيبتها السياسية والعسكرية في الساحة العراقية ..لقد حاولت إيران وأتباعها وعملاؤها إلى تحويل العراق إلى تابع لها، وبذلت جهوداً كثيرة وكبيرة في هذه الاتجاه، وأرادت من العراق هدفاً استراتيجياً بعيد الأمد لتحقيق مآربها ومصالحها لتنفيذ مؤامراتها ومخططاتها العدوانية ضد العروبة والإسلام.
