أسئلة كثيرة توجه لنا يومياً، عن ثورة تشرين، إلى أين وصلت؟ ولماذا خفتت؟الحقيقة الواضحة التي يجب أن يعرفها الناس، أن ثورة تشرين قد خرجت من رحم المجتمع العراقي بولادة عسيرة، فتحت بعدها الآفاق والآمال الكبيرة لإنقاذ العراق من كل تبعات الاحتلال وذيوله.عانت الثورة في أيامها الأولى من دسائس ومؤامرات حاكتها الأجهزة الأمنية الحكومية، وعلى رأسها المخابرات، بإشراف وتوجيه مباشر من رئيسها "مصطفى الكاظمي" الذي قام بزرع العشرات من عناصر مخابراته بين الثوار من أجل متابعة الناشطين واعتقالهم.كذلك اشتركت بالمؤامرة الميليشيات الموالية لإيران وأحزابها الموالية، وقامت بالقتل والخطف والتهديد لتحاول وقف الثورة بكل الطرق.الثورة شكلياً توقفت كنشاط اعتصامي عند قيام "الكاظمي" بتوجيه قواته لإزالة الخيام بساحات الاعتصام وأولها التحرير، بعد ثلاثة عشر شهراً من الاعتصام والتواجد فيها.لقد أسست ثورة تشرين إلى مشروع عراقي وطني بعيد عن التبعية والمذهبية والعنصرية والمحاصصة، يستبعد كل أطراف احتلال العراق وذيوله وكل الأحزاب والميليشيات والأشخاص الموالية لإيران التي ساهمت بتخريب البلاد وسرقة ثرواته.لهذا عملت هذه الميليشيات والأحزاب بكل ما أوتيت من قوة لإنهاء الثورة وما زالت كذلك لأن الثورة ستنهيها إلى الأبد.المؤامرات ضد الثورة لم تقف عند تخريب الميليشيات فقط، فقد دخل على خط التخريب الانتهازيون والوصوليون والباحثون عن الشهرة والمناصب، والمتسلقون على أكتاف الثوار ومن ضحى بحياته ووقته وراحته وعائلته من أجل نجاح الثورة.الثورة اختفت ظاهرياً ولكنها نجحت بتشكيل تجمعات وحراكات سرية أسفرت عن عقد اتفاقات لتوجهات الثورة وقيادتها، وسيكون لها مواقف مستقبلية ناجحة.نجاح الثورة يكمن في بغداد، التي تعاني من قيام بعض المتسلقين الانتهازيين والمدفوعين من الأحزاب الموالية على تخريب الثورة، وبدون تصعيد الثورة في بغداد فإن الثورة ستبقى خامدة، لكنها ستتفجر وتتصاعد بأية لحظة رغم القمع الحكومي القاتل.من هنا ندعو كل العراقيين للمشاركة الفاعلة في الثورة والنزول إلى الشوارع والساحات والاشتراك الفعلي بالثورة ودعم نشاطاتها بكل الصور، وترك الاتكالية ومواقف اللامبالاة أمام ما يقدمه الثوار الصامدين من مواقف مشرفة في الساحات.