إن من اتخذ من البعث خلاصَه عرف كيف تكون حياته، هكذا هم القادة الذين شكلوا طريق الشهادة والتضحية من أجل إعلاء شأن أوطانهم، فمنذ أن أرسى البعث جذوره في هذه الأمة غرس فيهم سمو القيم والمبادئ نبراس حياتهم ونضالهم، ولتكون النهج الذي يمشي عليه البقية التي تلتحق بهذا المارد القوي، والذي شكل من حياة المنتمين له الرؤيا الثاقبة والصحيحة لتكملة المشوار الصعب والصادق، ليكونوا حملة الأمانة بكل ثقة وصدق في الانتماء.إن الذين رحلوا من رفاقنا القادة كانوا بحق قاده يستحقون منا كل احترام وتقدير، لأنهم قبضوا على الجمر غير آبهين بنهايتهم، لأنهم مؤمنون برسالتهم فكانوا قدوة حسنة للغير، وخاصة أننا في زمن الردة التي فرضت علينا من جراء الاحتلال الذي مزق أشلاء الأمة إلى كانتونات مبعثرة ومبنية على أساس طائفي حقير هدفه إعلاء شان الخونة، حتى يقال إننا أمة لا تعرف من العروبة إلا الاسم فقط، وأن اصحاب المبادئ والقيم ذهبوا أدراج التاريخ دون عودة.فالرفاق القادة الذين رحلوا عنا أثبتوا بكل جدارة وحب مطلق لهذا الحزب العريق بأنهم أصحاب رسالة قوية، مؤمنون بها، تركوا لنا رسالة مفادها إننا لم نموت من أجل مجد زائف أو كرسي نجلس عليه، بل تحملنا السجن والاعتقال وحتى الشتم من الأعداء ومن المتسلقين على أكتافنا لنقول لهذا الجيل المبعثر أننا أكبر وأجل من أن نترك هذه الدينا ونقابل الإله الأعظم ونحن ملطخون بسمعة سيئة، بل تركنا إرثاً عظيماً ليكون الطريق أمام هذا الجيل الذي وُجِد في زمن أصبحت فيه خيانة المبادئ والقيم سهلة ووجهة نظر، تحترم من قبل أصحابها المتسترين تحت شعار خوفهم على الحزب أو ممن جلسوا وراء مناصبهم ليتخذوا منها وكراً للشيطان والتجسس على الآخرين، ولكنهم بإذن الله إلى زوال لأنهم كما قال المسيح عليه السلام : "أنتم زوان الأرض والدود سوف يأكلكم وتعود تربة صالحة للغرس من جديد.هكذا هم قادة البعث الذين رحلوا عن دنيانا، فمنهم من مات في سجون الاحتلال ومنهم الرفيق طارق عزيز وسلطان هاشم الذين أسلموا الروح وهم رهن المحتل الحقير، وغيرهم الكثير.ومنهم من استشهد مقبلاً غير مدبر وعلى رأسهم الرفيق الشهيد المجاهد عزة إبراهيم رغم مرضه وتنقله المستمر والظروف الصعبة أكمل المسير، والشهيد الرفيق عبد الصمد الغريري الذي رحل عنا قبل عام تاركاً وراءه كم كبير من العطاء، والرفيق محمد الخزاعلة الذي مات عن هذه الدينا صامداً محترماً كبيراً بعطائه.رحم الله شهداء البعث وعلى رأسهم شهيد الأمة صدام حسين وسيبقى المنارة التي نسترشد بها ونكمل المسير رغم الحاقدين والأفاقين.رحم الله جميع شهداء الأمة، وعاش البعث حراً قوياً مارداً لا يهاب المنايا.