يا "محلى" هلهولة الماجدة العراقية، وهي تهلهل أو تزغرد، ليس في الأعراس فقط بل في كل موقف وطني ونصر عسكري على الجبهة، وحتى عند شهادة مقاتل بطل.كانت الهلاهيل والزغاريد تميز مجتمعنا العراقي بنغمتها التراثية المحببة لكل عراقي، وكانت تلك الهلاهيل بشرى خير وفرح وأمل قادم، لهذا تصدرت ماجداتنا تشييع شهداء العراق خلال الحرب مع العدو الفارسي بإطلاق الهلاهيل تعبيراً عن فرح الشهادة وأمل الانتصار الكبير.اليوم وبعد تسيد كلاب الفرس على العراق وتدميره على يد الولايات المتحدة ومن تحالف معها من الدول والشخصيات المحسوبة على العراق من العملاء الأذلاء الذين وقعوا وأيدوا ودعموا احتلال العراق، لم نعد نسمع هلاهيل الماجدات العراقيات ونغمتها المشبعة بالفرح والسرور والأمل.كتمت أصوات العراقيات كما كتمت كل أصوات الشعب واعتقل واختطف وقتل منهم مئات الآلاف، وهجر الملايين إلى خارج العراق قسراً بسبب التهديد الحقيقي لهم ولعوائلهم، لا لشيء، بل للفتنة الخسيسة التي زرعتها دولة الشر في العراق وتلقفها من لا أصل له ولا فرع، فتنة الطائفية أولاً ومن ثم فتنة الأحزاب والميليشيات التي عملت بولاء مطلق لتنفيذ الأجندة الفارسية لتدمير العراق والأمة العربية.المرأة العراقية قد نالت من الظلم ما لم يشهده التاريخ خلال ثمانية عشر سنة مضت، بأحزان ومصائب تحملتها وما زالت، وفي خضم هذه المآسي نسيت الماجدة العراقية هلهولتها أو تناستها وسط حالة من الاحباط والظلم الكبير الذي وقع على الشعب العراقي، ولم تجد أمامها سوى الأحزان بفقد الأب والابن والبنت أو العائلة كاملة، وتهديم البيوت وسرقة الممتلكات، لهذا تحشرج صوتها ولم يعد يصدر الزغرودة أو الهلهولة العراقية المميزة.ورغم آلامها، ما زال أملها بالله تعالى وبالنشامى رجال العراق الأبطال أن يعيدوا لها فرحها لتزغرد وتهلهل بفرح وأمل، لتنسى الماضي والحاضر بعد سحق رؤوس الخونة والجواسيس وذيول الاحتلال بكل أشكالهم، وإعادة الحق إلى الشعب العراقي المظلوم، وطرد الاحتلال الفارسي البغيض وكل من والاه من الأحزاب والميليشيات القذرة.وهلهولة للبعث الصامد ..والله ناصر المؤمنين.