لم تكن فترة معرفتي بالرفيق المرحوم عبد الصمد الغريري طويلة، ولكنها كانت كافية لأعرف أصالته وشهامته وكرمه وثباته.بعد عدة لقاءات في سوريا، تجدد لقاؤنا خلال عمل نضالي جهادي مشترك، وكان أبو زيد رحمه الله كما عهدته شعلة من النشاط مثابراً صابراً في سوح الميدان والثورة.في كل عمل ثوري نضالي وجهادي تحدث العديد من المشاحنات وسوء الفهم بسبب اختلاف وجهات النظر، لا سيما إن كان العمل ميدانياً يتطلب سرعة بديهة وقرار فوري.في كل معضلة تحصل معنا كان الرفيق أبا زيد حاضراً مستعداً لها معه الحل، الذي ينساب معنا كقطرة الندى في فجر يوم ندي جميل.كان طيب القلب مسامح حتى مع خصومه الذين وجهوا له التهم وغيرها، قال لي مرة : إنه أكثر شخص تعرض له الآخرين بالاتهامات الباطلة، لكنه لم يخاصم أحداً وتحمل لأنه لا يتعامل مع الآخرين بشكل شخصي، بل لأنه يحمل رسالة ويحمل هم قضية أكبر من كل شيء، إنه العراق، وعلينا كظم الغيض وتجاوز القيل والقال، وأن نركز على هدفنا ولا نلتفت لسفاسف الأمور التي تلهينا عن أداء واجبنا، وأعطى مثلاً ما حصل معه من أناس لم يسئ لهم يوماً، ولكنهم وجهوا له التهم الباطلة الكاذبة من أجل اسقاطه وإلهائه عن تأدية مهامه وواجباته الوطنية، والتي نجح فيها نجاحاً أشاد به جميع من عرفه.من أكثر الصفات الحسنة التي فيه رحمه الله التواضع، فكان متواضعاً بسيطاً مع الصغير والكبير ويستمع للجميع، وكان حكيماً في قراراته وتعامله، لكن هذه الصفة جلبت له بعض السيئين الذين فهموا تواضعه خطأ وتسببوا بتجاوزات على المبادئ والعمل مستغلين صفة الصداقة معه وأدبه وخلقه وخجله من الرد عليهم بما يستحقون.يكفينا فخراً بأبي زيد رحمه الله أنه كان أميناً مؤتمناً للقائد الشهيد صدام حسين رحمه الله خلال فترة المقاومة والجهاد ضد الغزاة المحتلين، واستمر بنفس الثقة مع شهيد الصبر والمطاولة المرحوم عزة إبراهيم، وأميناً مؤتمناً وهو يتولى مسؤولية مكتب الأمانة العامة للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.رحم الله رفيقنا الغالي أبا زيد وأسكنه فسيح جناته، ونعاهده كما عرفنا وطلب منا أن نكون على العهد وأن نضع العراق في أعيننا وضمائرنا وألا نستهين ولا نستكين ولا نضعف أمام العملاء الأقزام، ونكون وتبقى شعلة وضاءة تنير درب رفاقنا الطويل في تحرير العراق بإذن الله.