في حضرته يتوقف الزمن، لأن لحظات تضحياته لا تتكرر .. في رحيله تطوف الملائكة عليه تحييه بتحية السلام والمحبة والبشرى بالجنان الخالدة.الشهداء الأكرم منا جميعاً .. نبراسٌ نهتدي بهم في حلكة أيامنا المقفرة .. فلروحه السلام، ولمبادئه وقيمه النقية الاستمرار، كان قائداً مقداماً، نبيلاً مخلصاً، في رحيله توحد العراق، والتقى جنوب العراق مع شماله في لحظة الموت كما كان في لحظات الحياة.حين تُشرق شمس البطولات والانتصارات ينتشر نوره وضياؤه قائداً في سوح الوغى لا يعرفُ إلا الانتصار، يَنتشي الجميعُ فَرِحاً بقائدٍ ما عرف إلا النصر في مسيرته الطويلة، فيقف الجميع في محرابه طلباً للرأي والتوجيه والنصيحة.تبتسم الأرض حين وصولِه، يَستعدُّ المقاومون المجاهدون والقادة الشجعان لاستقبالِه، تتغير كلُّ الوقائعِ، يرتجفُ العملاءُ والخونةُ وأتباعُ الشيطانِ مهابةً وخوفاً منه.قائدٌ جمع الهدوءَ وضبطَ النفسِ، والدراية بمعرفة الرجال، نقي الإيمان بالمهمة، يشعر بمسؤوليته الموكلة له، سريع البديهة والمبادرة وأخذ القرار الصائب، شديد الانضباط، متواضع، واقعي، يتميز بدماثة الخلق، عطوفاً على الآخرين طيب القلب، حازماً عادلاً، فكان مثالاً يقتدى به، فكان القائد الذي يفكر ويخطط ويبدع، والقائد الذي يمتلك إنسانيةً تُدلل على عروبته وعراقيته.