في البحار والمحيطات ما لم يكن البحَّار متمرساً يجيد عمله وبوصلته سليمة، فإن سفينته ستتيه في وسط البحار والمحيطات ولن يصل إلى بر الأمان ما لم يصحح ويعدل البوصلة.البحار والمحيطات واسعة وتتشابه في كل الاتجاهات، ومن يخترقها بنجاح للوصول إلى بر الأمان يجب أن يكون قائداً محنكاً ذو خبرة موثوقاً للجميع.وهكذا الحال على الأرض وفي العراق بالذات، فقد تشابهت علينا الاتجاهات وتهنا بسبب انحراف البوصلة، فأصبح الصحيح خطأ، والخطأ هو الصحيح.يسير العراق اليوم كسفينة تائهة يقودها ربانٌ غير مؤهل وغير ثقة، لا يجيد سوى الكذب والتطمين الذي لن يوصلنا إلى بر الأمان.العراقيون اليوم يتلاطمون فيما بينهم، لا يعرف أحدهم أين يصل ولا كيف سيرسو على بر، كلٌّ يسير خلف ربانه، وهؤلاء كذابون فاشلون مخادعون ممثلون، لا يريدون للناس أن تكشف زيفهم وتفضحهم، لذا حرفوا البوصلة وحرفوا العقيدة وحرفوا كل الحقائق لتبقى السفينة تدور بكل الاتجاهات لا تصل إلى وجهتها لتبقى الناس مضطرة للسير خلفهم.المشكلة ليست بالسفينة ولا بالبحارة ولا بالربان، المشكلة بهؤلاء الناس الذين سلموا عقولهم للمنحرفين ليزيدوا انحراف بوصلتهم وليتقبلوا توهانهم في ظلمات البحار والمحيطات، لم ولن يساعدوا أنفسهم على النهوض والصحوة من أجل التصحيح والتعديل، وها هم اليوم يشكلون القطيع الكبير للسير نحو الانتخابات الخادعة والتي هم متأكدون من تزويرها وفشل نتائجها، لكنهم أعموا أبصارهم وصموا آذانهم، واستمروا بلا عقل ولا اتزان نحو الانحراف.ستنتهي الانتخابات وستظهر النتائج وسيتشكل البرلمان الجديد، وستتشكل حكومة جديدة، وسيعاد تقسيم المناصب بالتراضي بين فرقاء الانحراف، وسيبقى العراق يدور في ظلمات البحار، وستستمر المهازل والخنوع والسرقات، وستتعالى الأصوات التي شاركت بالانتخابات معارضة صارخة باكية، تعض أصابع الندم كما في كل مرة.ونؤكد مجدداً أن المشكلة فيكم أنتم أنتم من شاركتوا بمسرحية الانتخابات، قبلتم الخنوع والخداع، فكانت عواقبها كارثية عليكم، قبلتم السير وراء من انحرفت بوصلته فانحرفتم معه دون تصحيح وتعديل، وستبقون هكذا ما دمتم لا تقبلون كل صحيح وترفضون كل منحرف.ويقول الله تعالى : (( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )) صدق الله العظيم.
