إن حزبنا المناضل بأهدافه ومبادئه السامية نابع من أصالة هذه الأمة وقيمها ومثلها، فهو يسعى إلى احياء وانبعاث الأمة على أساس ثوابت العروبة والإسلام ..لقد كانت تضحيات مناضلي البعث الأشاوس الأبطال تضحيات جسيمة من خلال ما قدموه من مواقف بطولية عظيمة شهد لها العدو قبل الصديق، فهم أول من رفع راية الجهاد والتحرير لدحر الاحتلال وضرب حلف الخونة والعملاء وحكوماتهم الطائفية العنصرية وميليشياتهم المجرمة، ولقنوا المحتلين الغازين درساً بليغاً لن ينسوه وأجبروهم على سحب قواتهم منكسرة أمام صمودهم الأسطوري يجرون أذيال العار والخيبة والهزيمة ..إن حزبنا القائد ومنذ ولادته حمل آلام وجراح وهموم ومعاناة أمته التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال والاستعمار والتبعية والتجزئة، فكان مناضلوه في طليعة الثوار الذين تقدموا ساحات النضال والجهاد من أجل إعادة هيبة وعزة وكرامة هذه الأمة العريقة ورسالتها الخالدة ..إن الأمة العربية عاشت عقوداً من الزمن بواقع مرير متخلف خلفه الاستعمار والرجعية، فكانت بحاجة ماسة إلى فكر نير وهاج ينتشلها من واقعها المرير، فكانت ولادة البعث بمثابة الخلاص من ذلك الواقع المأساوي والنهوض نحو مستقبل أفضل، فأبناء الأمة كانوا ينظرون للبعث أنه المنقذ الأمين لمشروعهم العروبي الوطني، وهو الحل لكل المعضلات التي ورثتها الأمة من الاستعمار والرجعية والتبعية ..إن العروبة في فكر البعث هي الخيمة الكبيرة التي تعيش تحتها ظلها كل الثقافات والأديان والطوائف، ففي عهد البعث كان العراق قوياً مهاباً وحارساً أميناً للأمة من المحيط إلى الخليج ..لقد تبين للقاصي والداني يوماً بعد يوم أن لا أحد يستطيع إعادة الأمور إلى مجراها وإعادة الهيبة إلى العراق والأمة العربية إلا حزب البعث العربي الاشتراكي، فلا حل سوى البعث.
