للأمر مدخل ضروري يأخذ المعنى بين الشكل والمضمون، وبين المظهر والجوهر .. قد يكون هناك ترابط قوي حين يعكس السلوك والتصرف جوهر الفرد ومضمونه .. وقد يكون الفارق، ليس كبيراً بين الشكل والمضمون وهو الأمر الذي يمثل التطابق الحقيقي المتوازن الذي يمكن الركون إليه والوقوف إلى جانبه، لأنه يمثل المعنى الحقيقي للفعل والموقف الذي لا يختلف حوله إثنان.هذه المقدمة نضع في نطاقها " برهم صالح " رئيس جمهورية العراق، وبين " قيس سعيد " رئيس جمهورية تونس .. الأول لا يمثل شكله جوهره لا في السلوك ولا في التصرف، فنجد شكله متحلالاً تطغي عليه الميوعة وعدم الاتزان والأنوثة وعدم التوازن في المواقف ويفتقر الى الرصانة.كما ان شكله يوحي بأنه ليس منتمياً للعراق وليس له صلة بموقع مسؤولياته الدستورية .. فيما نجد الثاني " قيس سعيد " الرئيس التونسي، رصيناً ثابتاً يتعاطى مع المنطق الرجولي في قيادة الدولة التونسية ، موضوعياً لا يساوم على الحق والحقوق العامة ولا يتنصل عن مواقفه المعلنة ولا يخضع للضغوط الخارجية ويستند الى ارادة الشعب التونسي الذي يرفض الإذعان لتهديدات الاخوان المسلمين بأن يحولوا تونس الى برك من الدم، وهو توجه امريكي في اتمام الفوضى والتهتك والتحلل الاجتماعي كما يحصل في العراق حيث حولت الاحزاب الأسلاموية وفي مقدمتها ( حزب الدعوة ) ، واجهة الأخوان المسلمين الذين يرتبطون منهجياً بملالي الولي الفقيه، الى معاول للهدم والتنكيل والفساد والقتل والفوضى.الأول " برهم صالح " مجرد لا شيء في خانة المحاصصة العرقية والطائفية .. فالكرد حصصهم مقسمه بالإتفاق الامريكي - الايراني، وموزعه بين رئاسة الجمهورية ( العراق عربي وهو جزء من الأمة العربية ويصعب ان يتسيده عملياً وإعتباريا مواطن من قومية اخرى، وليس ذلك موقفاً عرقياً، إنما تقدير لحالة العراق العربي مع الأقطار العربية ) ، كما ان حصصهم موزعة بين رأس الخارجية وعدد من السفارات الاوربية المحددة، حيث وجود المواطنين العراقيين الأكراد، وكذلك استحواذهم على بعض الوزارات والدوائر الحكومية والمقاعد البرلمانية، وحصة كبرى من واردات النفط والمنافذ الحدودية وتسويق نفط الشمال الى الخارج دون حساب، فيما ينسحب ذلك على بقية المحاصصات التي تتولاها الاحزاب الولآئية التابعة لإيران .. فهو رئيس شكلي منزوع الصلاحيات مسبقاً مهما تحدث او اقترح فالقرار النهائي يخضع لأحزاب العملية السياسية وفي مقدمتها ( حزب الدعوة الفارسي، وحزب الحكمة الفارسي، والحزب الصدري الفارسي والحزب الاسلامي الفارسي، ومليشياتها الولآئية المسلحة ) .. الرئيس التونسي " قيس سعيد " الذي يمتلك كاريزما الصمود الرجولي الوطني لن يتراجع عن قراراته السيادية، والرئيس العراقي " برهم صالح " ورقة في مهب الريح لا يقوى على شيء فهو بمثابة ( فزاعة ) حقل او ( خراعة خضرة ) كما يقال، ليس لديه ما يفعله سوى الاستقبالات وهذيان المقابلات والظهور امام الكامرات دون ان يمتلك القدرة على صنع القرارات ابداً، ولا حتى القدرة على تحريك شرطي مرور أو نقله من مكان لأخر، فهو كما يقول المصري ( إمعه ) .. بينما الرئيس التونسي، قراراته مهابة من قبل الجيش وقوات الأمن والشرطة التونسية، فضلاً عن عموم الشعب التونسي الشقيق .. لماذا ؟ لأنه رجل اولاً وقائد ثانياً ويحظى بتأييد الشعب .. !!