هل يحق للمقتول ان يسأل عن قاتله؟وهل سمعتم يوما منادي يجوب شوارع المدينة من أقصاها إلى أقصاها يبحث عن قاتله بعد أن تخلت عنه أنفاسه وسقطت جثته هامدة بين الركام والمدن المحطمة في أرض غابت عنها الحياة واختفت وبعد أن هالوا التراب عليه هل يحق له أن يصرخ بأعلى صوته بعبارة تشق بطن الأرض ليقف شامخا بين القبور ويعلن للملأ وللسماء من قتلني ..طبعا سيكون الجواب من لدن الجميع كلا، لان الاموات ماتوا وسكتوا ولم يبقى منهم سوى الذكريات .. ولكن كلا والف كلا قد تزول أجسادنا وتوارى الثرى تحت التراب ولكن أرواحنا حروفنا أحلامنا همسات طموحاتنا ستبقى تنادي في الارض بأعلى صوتها من قتلني ليبلغ صوتها عنان السماء ويعانق الدعاء أجواء العرش في الفضاء الرحب بلا حدود او سواتر او حواجز خرسانة او بلا تكميم الأفواه او كواتم قاتلة تسكت الحياة لتغيب الأرواح.معا ستبقى أجسادنا عارية بلا كفن تصرخ وتصرخ وتستصرخ كل الأرض وما عليها إلى أن يرث الارض عباد الله الشرفاء.مضت أعوام تلو أعوام ولازالت دماء الشهداء تروي أرض الأنبياء بروح الثورة والوفاء ولا زال الصوت الثائر يهتف بحق الانتصار ضد الغزاة والطغاة والخونة والعملاء ليقول بكل شجاعة البقاء للفقراء في وطن الكبرياء.يا سيدي يا هذا العراقيا مجد الإصالة والحضارةيا سيف الرسالةمن قتلني غير هؤلاء من الاعداء والعملاءولكن للارض الف نداء ونداء وللسماء الف جواب وجواب من أجل النصر لهذا الدعاء.