منذ أن وطئ الاحتلال أرض العراق ودمرها وعاث فيها فساداً باسم الحرية الزائفة التي نتج عنها تدمير الأرض والإنسان، وتدمير كل ما حققه الحكم الوطني، حيث كان العراق عراقاً، ووصل العراق إلى أرقى البلاد التي بنت نفسها بنفسها وبخبرات أهلها واعتمدوا على قدرات الإنسان العراقي لا على طائفته ومذهبه، لهذا تقدم بشكل ملحوظ عن باقي أقطار أمته، ووصل العلم به إلى مستوى متقدماً، وصار مثالاً يحتذى به بكل النواحي، ولكن جبروت الاحتلال وإعطاء الوطن لأقزام قامت على المحاصصة الطائفية التي تدين بالولاد لمن أتى بها وجعلها تتسلط على موارد وقدرات العراق، فاختلف الحال ووصل إلى الحضيض، حيث تدمرت البنى التحتية والجامعات والمستشفيات والمدارس ومعاهد الأبحاث العلمي وصناعة البترول وتصديره والمصانع العملاقة التي كانت من معالم العراق الحديث، والصحة التي أصبحت العبء الأكبر حيث صار المواطن العراقي يموت أمام المراكز الصحية والمستشفيات التي فقدت أدنى مقومات الخدمات الصحية، أما المدارس فأصبحت وكراً للميليشيات، التي باتت تكرس مفاهيماً لا وجود لها إلا في عقول العمائم التي أتت بها إيران لتنفيذ المخطط الصفوي الصهيوني، وهو أن يكون العراق - بلد الحضارات - رأس التخلف والجهل، وبات العالم العراقي الذي قدم علمه لوطنه إما مقتولاً أو مهجراً أو يشتكي الفقر، لأنه بات محجماً أمام طاغوت الحكومات العميلة التي أفسدت أجيالاً كاملة حتى تثري من أتى بها ولا تعمل من أجل أبنائها الذين باتوا على مفترق الطرق لا يستطيعون أن يحصلوا على أدنى مقومات الحياة بالعيش الكريم.لهذا ثار شباب العراق ليجد له مكاناً في وطنه الذي سلبه منه المحتل، وعاث فيه قتلاً وتدميراً من أجل إكمال مشروع التقسيم على أساس طائفي تنفيذاً لرغبة الحلف الصهيوني الصفوي الساعي إلى السيطرة على الأمة ومقدراتها.إن الأوطان تبني بأهلها وليس بمحتلها، وأي حرية تأتي من خارج الوطن هي حرية زائفة لا وجود لها إلا في عقول المتخلفين، فالجهل مقبرة الشعوب والأخلاق هي رفعة الوطن.