تدخل الثورة العراقية يومياً في منعطفات جديدة وتواجه تحديات قاسية من الداخل العراقي والمحيط الإقليمي، مع حديث عن مؤامرات تُحاك ضدها، وخطة أعدتها حكومة الاحتلال مسنودة بقوى سياسية تابعة للولي الفقيه الإيراني، تسعى من خلالها إلى إنهاء الثورة والقضاء عليها بالقوة، خاصة بعد تفجيرات الخميس الأسود في ساحة الطيران في بغداد، وإعادة النغمة الطائفية من خلال توزيع الاتهامات نحو داعش وأطراف ذات أبعاد طائفية أخرى.لقد تناسى من يحيك المؤامرات والحيل أن الشعب العراقي ما خرج إلا دفاعاً عن حريته وكرامته في وجه نظام طائفي عميل للاحتلال الفارسي الصفوي البغيض، وفي وجه ميليشيات طائفية جمعوها من شذاذ الآفاق لتفتك بالعراق أرضاً وشعباً.لقد تبين للعراقيين وهم يواجهون القتل بصدورهم العارية أن استمرار الاحتلال الإيراني للعراق مرتبط كلياً بوجود الطغمة الحاكمة الفاسدة الطائفية، وأن وجودهما مرتبطان استراتيجياً بعلاقة التابع والمتبوع لأكثر من أربعين سنة خلت.إن إيران وزبانيتها في العراق لا يشكلون خطراً على العراق وشعبه فقط، بل إن إيران تُشكل خطراً كبيراً على شعبنا العربي والشعوب الإسلامية، ليس أقل من خطر الكيان الصهيوني الذي اغتصبَ فلسطين، فهي تهيمن على الحكم في العراق والنظام في دمشق وأجزاء من اليمن، وتتحكم بمصير اللبنانيين عن طريق عميلها الحزب الصفوي "حزب الله"، وقامت بكل ذلك على مرأى من الغرب وأميركا، الذين يشتمون إيران ويهددونها، لكنهم يغضون النظر عن توسعها واستخدامها لميليشيات مأجورة طائفية في تنفيذ مشاريعها على الساحة العربية، دون أي موقف عربي جريء!.لقد كان أمل الثورة في العراق أن تقف الدول العربية معها تساندها في موقفها الرافض والمقاوم للاحتلال الإيراني وزبانيته، لكنهم آثروا الالتفات إلى الجهة الأخرى والاعراض عن الثورة والثوار، متناسين دماء مليونين ونصف المليون شهيد عراقي دفاعاً عن العراق والعروبة، أزهقت في مجابهة المشروع الصفوي الطائفي الذي يهدد أمن تلك الدول العربية قبل غيرها.إن من يتوهم أن عملاء إيران وحكومتهم الخبيثة ستنتصر فهو مخطئ، مازال الشعب العراقي حياً يرزق، وإن أنهكته السنون الماضية، لكنه تذوق طعم الحرية، فلن يسكت على الظلم والاستعباد والتبعية لإيران.إن الأهم في هذه المرحلة هو شد الصفوف والتآزر والإخلاص، وعدم السماح لأي حزب أو قِوى سياسية أن تركب الثورة أو تدعي أنها تمثلها في القادم من الانتخابات، لأن التجارب السابقة أثبتت عجزهم وفشلهم في استيعاب العمل الثوري.لقد ثبت لنا أن الحراك الوطني العراقي حتى الآن بعيداً عن الأيديولوجيا والأجندات الحزبية الضيقة، وأنه يركز على مهمات الثورة الأساسية، التي تجمع بين توجهات العراقيين كافة، من دون تمييز على أساس الانتماءات المختلفة، فنحن اليوم بحاجة إلى أجندة وطنية وتأكيد على الهوية الوطنية العراقية وهو ما تمثله ثورة العراقيين الشرفاء.لقد أيقن أحرار العراق أن مشروعهم الوطني التحرري الثوري هو تحرير العراق من الاحتلالين الأمريكي والصفوي، وإقامة نظام وطني ديمقراطي تعددي تتاح فيه الفرصة لشعب العراق لاختيار نظامه وقيادته وحكومته من خلال صناديق الاقتراع.