شهدت الألفية الثالثة انبثاق ثورة تقنية غير مسبوقة في التاريخ البشري، وما ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة إلا مصداق على ذلك.لقد وفرت وسائل التواصل الاجتماعي مساحة من الحرية لم يألفها كثير من أبناء الأمة، كما حطمت حواجز عديدة كانت تفصلهم عن نجوم المجتمع من المشاهير فأصبح التواصل معهم عن بعد أمر متاح دون تكلف أو مشقة.يضاف إلى ذلك أن هذه الوسائل صنعت قامات إعلامية من طراز جديد؛ ليست مضطرة للكتابة في الصحف والمجلات الورقية أو إلى الظهور في القنوات الفضائية لمخاطبة الجمهور.لكن بالمقابل لم يكن اختفاء مقص الرقيب وهيئة التحرير خيراً محضاً، إنما نتج عنه بروز ظواهر سلبية عديدة لعل من أهمها : تصدي من لا يفقه شيئاً في المجال الإعلامي ولم يخرج من مرحلة المراهقة وما زال في أدنى درجات السلم الحزبي ويجهل تاريخ الحزب وتراثه للكتابة السياسية ونقد قيادة الحزب والتشكيك في مبدئيتها وصدق نضالها.لقد تعمد الإعلام المضلل التعتيم على أخبار حزب البعث ونشر الأكاذيب بحقه وحرمان البعثيين من حق الدفاع عن أنفسهم، بينما مثلت وسائل التواصل الاجتماعي متنفساً لأحرار الأمة ونافذة يطلعون من خلالها على نشاط الحزب وتاريخه.ولكن بدلاً من ذلك يتفاجأ رواد هذه المواقع بما ينشره القادحين بالحزب وتجربته، مما يولد انطباعاً لديهم أن الحزب مفكك وتسود أعضاءه حالة من الفرقة والضغينة فينفرون عن دعمه ومتابعة نشاطه.إن المحب لا يمكن له أن يؤذي من يحب، ولا يمكن لمن عانى وتحمل المشاق في بناء دار يستظل بسقفها أن يهدمها لكي يبقى في العراء مجرداً من كل شيء، وبناءً على ذلك لا يمكن للبعثي أن يطعن في الحزب ورموزه؛ إنما يقدم على ذلك أعداء الأمة الحاقدون على حزبها الجسور.ويحق لكل بعثي أن يتساءل : كيف لمن أمضى ردحاً من الزمن في صفوف الحزب أن يدوس على النظام الداخلي للحزب والقوانين الناظمة للعمل الحزبي وأخلاقيات العلاقات الرفاقية بالتهجم على رفاقه في وسائل التواصل الاجتماعي وذم مسيرة الحزب؟!بل إن فعلته هذه لا تدع مجالاً للشك بأنه مدفوع من أعداء الأمة لتشويه صورة الحزب ومثالية مناضليه.إن هذه الحملات المغرضة لا يمكن أن تسيء للبعث ورجاله بل ستفشل فشلاً ذريعاً وسيمنى أصحابها بالخزي والخسران.لطالما كانت تنظيمات الحزب مضرب المثل بمتانتها وقوتها وتماسكها، وسيبقى مناضلو البعث القدوة لكل حر وشريف من أبناء الأمة.وسيواصل مجاهدو البعث كفاحهم الملحمي رفقة أبناء الشعب والأمة حتى تحرير العراق وفلسطين وسائر الأراضي العربية المغتصبة من دنس المحتلين.المجد والخلود لثوار حزب البعث العربي الاشتراكي وفي مقدمتهم الرفاق القادة : أحمد ميشيل عفلق وأحمد حسن البكر وصدام حسين وعزة إبراهيم وعبد المجيد الرافعي.تحية فخر واعتزاز للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعلى رأسها الرفيق القائد علي الريح السنهوري الأمين العام المساعد للحزب.تحية محبة وولاء للرفيق القائد أبو جعفر أمين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي.