إذا كان يستحيل على المزاج الســني في العراق القبول بمقتدى الصدر، لأسباب كثيرة، أبرزها، ما تختزنه الذاكرة السنية، من مشاهد مؤلمة، وأحداث مأساوية، كان ( بطلها ) جيش المهدي المجرم، التابع له، فان الجمهور الشيعي، بات من الصعب أن يهضمه، خصوصاً، بعد سلسلة تقلباته السياسية، وتغريداته التحريضية، ضد التظاهرات السلمية في بغداد، ومحافظات الفرات الأوسط والجنوبية، وإقدام مليشياته، على قنص شباب مفعمين بالوطنية، وعشاق للحرية، كما حصل في ساحة الحبوبي بالناصرية، وكل ذنبهم، أنهم رفضوا الخضوع له، وتمسكوا بمطاليبهم الشعبية، التي لا يختلف عليها، إلا أعداء العراق، ودعاة الشقاق، وحيتان الفساد، وأباطرة التربح والتكسب والامتيازات، وابن ( الصدرين ) كما يحلو له، اختزال بلد عمره سبعة الآف سنة بهما، هو أبرز هؤلاء، وأشدهم إيغالاً في قمع المواطنين، وكأنه يريد التفوق على جرائم، نوري المالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي وباقر صولاغي وأبو فدك المحمداوي، وأبو زينب اللامي، وابو آلاء ولائي وسرايا الخرساني، وبقية شلة القتلة والجلادين.ولأنه يُصدّق أوهام ( الحشوات ) في تياره الغوغائي، في إحراز انتصار كاسح في الانتخابات المقبلة، ويظن أنه بات على خطوات من زعامة ( عراق الصدرين ) وهو ثالثهما، فإن من يلاحظ مقتدى، هذه الأيام، ويتابع تصريحاته وتغريداته، لا بد ويصل إلى نتيجة واضحة، تؤكد أن نرجسيته صعدت، وثرثرته كثرت، وأصبح يضرب يمنة ويسرة، بسلاح التهديد والترهيب، ولا يملك غيره، في فرض نفسه، زعيماً سياسياً بالقوة والاكراه، دون أن يُدرك أنه خسر كثيراً، في بيئته الشيعية، بسبب شتمه، لثوار تشرين، والتهم، التي يسوقها، ضد فقراء الشيعة، الذين سئموا أكاذيب الملالي ( المعممين والأفندية ) ، وخرجوا بصدور عارية، ورؤوس عالية، يطالبون بحقوقهم المشروعة، في حياة حرة كريمة، بعيداً عن سطوة، مستغلي الدين، ومستثمري الطائفية.إن تلويحات مقتدى الحالية، أن تياره الفوضوي سيحصد أعلى المقاعد النيابية في الانتخابات المقبلة، مجرد دعاية استباقية، تقودها ( الأنا ) المنتفخة عنده، ولاحظوا عبارته ( أتجرع السم حينما أفكر في دخول الانتخابات، وأتجرع الويلات إذا قررت عدم دخولها ) ، وهي أشبه ما تكون بـ ( فنتازيا ) صدرية، تصلح عنواناً لمسرحية، تقوم على هلوسة كلامية، وفصول هزلية.ولعل من أجمل التعليقات، التي تناقلها الناشطون، على صفحاتهم، في السخرية المُسبّقة، من حكومة مقتدى المتوقعة، أن رئيسها سيكون، معاونه الجهادي، كاظم العيساوي ( أبو دعاء ) ، لأنه سهل القياد، ومطيع يقول نعم، في جميع الحالات والمناسبات ومتعود على ( الدفرات ) ، والعودة إلى الحظيرة، بلا نقاش أو تساؤلات، وسبق وطرده ( السّيد ) في عديد المرات، ويرجعه بلا مقدمات، وآخرها عندما تنازل لسماحته عن ( مول ) في بغداد، بناه بـ ( حلال ) ماله، وعرق جبينه.أما وزير الداخلية، في حكومة الصدر ( الدائحية ) ، فسيكون ( أبو درع ) ، ذلك القزم الذباح، وهو، كما تعلمون، خبير في قطع الأعناق، وتعليق الأبرياء على أعمدة الكهرباء، وفي عهده سينام العراقيون ملء جفونهم، برغد وأمان، بلا خوف أو هوان، وتعيش حكومة مقتدى، تعش تعش تعش، على وزن، دعش دعش دعش، بعد حذف، حرف الألف، بعد الدال.