شبكة ذي قار
عاجل










ساد الكثير من الهرج والمرج، المشوب بهلع وحزن في الساحة العربية والإسلامية على فشل ممثل الحزب الجمهوري دونالد ترامب في كسب جولة تجديد انتخابه، وفرح في تمكن المرشح الديمقراطي جو بايدن من كسب جولة الانتخابات لصالحة لأربع سنوات قادمة.والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا الهرج والمرج والحزن والفرح، ما دام أن التجارب قد أثبتت لنا أن كليهما يخدم مصالح أمريكا والكيان الصهيوني أولاً وأخيراً، مع وجود فوارق واختلافات في تكتيكات التنفيذ، وهي أن الفائز من الحزب الجمهوري الأمريكي ينفذ شروطه وإملاءاته المعتمدة من مجلس الأمن القومي الأمريكي والسياسات على العرب والمسلمين بقفازات حديدية، أي بالقوة المفرطة والإرهاب، فيما الفائز من الحزب الديمقراطي ينفذها بقفازات حريرية، أي أنه يصل بتعامله الناعم وبالترغيب إلى ما يريد، فكليهما يصل إلى بيت القصيد ومبتغاه بسلوكه وتكتيكاته التي يعتمدها دون أن يحيد عما هو معتمد قيد أنملة، وفي المجمل فإن رسم السياسات الموجهة نحو الخارج تشاركية تسهم فيها عدة مؤسسات دستورية من السلطتين التنفيذية والتشريعية الأمريكية من خلال سادة البيت الأبيض ووزارات الخارجية والدفاع والمخابرات والكونغرس، وحتى مجلس النواب الأمريكي، أي لا تترك الأمور للرئيس المنتخب على عواهنها ليكون على حل شعر رأسه فيفعل ما يريد، بل هناك كوابح وضوابط تلزمه بالالتزام بثوابت السياسات الأمريكية التي تعتمدها مؤسسات ترعى الأمن القومي والمصالح الأمريكية وثوابتها.وأود الإشارة هنا إلى أن الصهاينة قد وصلوا لمبتغاهم وفرضوا على الولايات المتحدة الأمريكية ما يريدون من خلال لوبي شكلوه يطلق عليه "الآيباك" منذ بزوغ فجر أمريكا كقوة مهيمنة على السياسة الدولية، فرض عليها تبني الكيان الصهيوني المولود سِفاحاً على الأرض الفلسطينية ومده بكل أسباب القوة لتكون له دوماً الكلمة الأولى على دول العالمين العربي والإسلامي، حيث بات هذا الكيان يشكل خطراً وجودياً على العرب كافة بما يملكه من أسلحة دمار شامل برعاية أمريكية ودولية تحت مبررات الدفاع عن النفس، وهذا حصل في ظل تجاهل عربي لخطورة هذا اللوبي على الأمن الوجودي العربي الإسلامي، رغم توفر القدرات والإمكانيات لدى العرب والمسلمين بما يملكونه من ثروات على تشكيل لوبي عربي إسلامي ينهي فعل ذلك اللوبي الصهيوني في أمريكا ويكون ضاغطاً عليها لتبني قضايا العرب والمسلمين جميعاً، لكن وبكل أسف هذه الثروات العربية والإسلامية تركت لتكون داعمة للوبي الصهيوني في مسعاه وهيمنته على أمريكا، فيما انشغل العرب والمسلمون ليكون حيلهم بينهم وليس على من يستهدفونهم ويتربصون بهم كل شر، فحالة الفرح والحزن التي انتابت الشارع العربي بفوز بايدن وهزيمة ترامب في الانتخابات الأمريكية لا مبرر لها، كون الاستراتيجية الأمريكية البعيدة المدى ثابتة لا تتغير وما يتغير فيها كما ذكرت أعلاه التكتيكات التي تختلف باختلاف توجهات الإدارة وفق قاعدة المصلحة للولايات المتحدة التي لها ثوابت معتمدة تتلخص في تبني سياساتها في الشرق الأوسط على الأمن القومي الصهيوني، والحفاظ على تفوق حكومة الاحتلال في المنطقة، بغض النظر عمن يديرها سواء كان جمهورياً أم ديمقراطياً، لأن من يهيمن عليها الإنجيليون، الذين يؤمنون بحرفية ما جاء في العهدين القديم ( التوراة ) والجديد وفق ما جاء في التلمود وبروتوكولات حكماء صهيون، وهم مؤمنون بفكرة أن قيام دولة اليهود وبناء هيكل سليمان يعجل بعودة المسيح المخلص، الذي يقودهم إلى إنشاء حكومة مدنية عالمية تحكم العالم بالعهد القديم "التوراة" التي وفق اعتقادهم مقدر لها أن تستمر لألف سنة من السعادة وتفرضها نتائج معركة هرمجدون التي ينتصرون فيها على أمة الشر وفق ادعاءاتهم.فترامب بسنواته الأربع لم يخرج عن النص الأمريكي بل نفذه بحذافيره، لكن بأسلوب الحزب الجمهوري الأقرب إلى البلطجة كما فعل البوشين الأب والابن بالنسبة لأفغانستان والعراق، وهدفهما كان خدمة المصالح الأمريكية والتخلص من أنظمة حكم يعتبرونها تهدد المصالح والسيادة الأمريكية على الشرق الأوسط وتهدد الوجود الصهيوني في المنطقة من أساسه، ولم يختلف الديمقراطيون في نهجهم عن ذلك بل سعوا لتفجير الأوضاع في دول الشرق الأوسط العربي ومكنوا إيران من أجزاء واسعة في الوطن العربي لدفع العرب للتحالف مع الكيان الصهيوني، فيدخلوا الثعبان إلى جحرهم ليفتك بهم الواحد تلو الآخر، فتتمكن إيران والعدو الصهيوني منهم بسوء تدبيرهم.وهكذا يصنع الحزب الجمهوري وممثله في الرئاسة لكن بأسلوب مغاير، فانظروا ما صنع ترامب بصفقته التي اعتمدها، وبفرضه التطبيع مع الكيان الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية وفق تصوره وإلى الأبد، ففي أمريكا سياسات ثابتة ينفذها رئيس منتخب .. خطوطها العريضة أمريكا والكيان الصهيوني أولاً.




الاحد٢٠ ÑÈíÚ ÇáËÇäí ١٤٤٢ ۞۞۞ ٠٦ / ßÇäæä ÇáÇæá / ٢٠٢٠


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق عبد الحميد الهمشري طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان