لا جدال في محنتنا في فقد القائد الرمز الشهيد بإذن الله عزة إبراهيم، لكن لا جدال أيضاً في أن لدينا رجالاً سيتابعون المهمة التي تصدى لها الغائب الحاضر عزة إبراهيم وسبقه في الثبات والتمسك بالمبادئ والعقيدة والمقاومة الشهيد الخالد بإذن الله الرفيق القائد صدام حسين.ولعل من نافلة القول أن نؤكد على رمزية وكاريزما الشهيدين صدام حسين وعزة إبراهيم، غير أننا في ذات الوقت لا نتردد في أن نعلن عن قدرة البعث على تقديم رجال يقودون ويطورون ويرتقون بالمهمة القومية للبعث، ويثبتون على حقوق الأمة في تحرير العراق وفلسطين، فالبعث حاضنة البطولة، ورحم الولادات التاريخية، وخط الجهاد والنضال الأول في أمتنا منذ بدايات أربعينيات القرن الماضي وإلى يومنا هذا.سيمسك رفاقنا في القيادة القومية جمر الجهاد الذي مسكه القائدان العظيمان صدام حسين وعزة إبراهيم، وسيجعلون من فقدان الكاريزما والرمزية مناسبة لولادة ما يناظرها، وسيحافظ الجميع على وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية لقطع دابر النوايا المبيتة والظاهرة والتي بدأ تنفيذها في غزو العراق وحظر الحزب وتطبيق الاجتثاث البغيض والمتواصل دون انقطاع وتشارك في تجديد تطبيقاتها العدوانية دول الاحتلال تتقدمهم إيران والولايات المتحدة الأمريكية وأحزاب وميليشيات العملية السياسية الاحتلالية.نثق بالمطلق أن مرحلة ما بعد أمانة الأمين عزة إبراهيم ستكون فيها عوامل اجتياز للعديد من المشاكل التي فرضتها حقبة ما بعد الغزو والاحتلال والاجتثاث واغتيال الرفيق صدام حسين ورفاقه والتي كانت بحكم العدوان السافر الإجرامي حقبة مليئة بظلامها وبمطباتها وباختراق بعض النزعات الفردية والشللية لبعض ساحات العمل القومي، وتمكن الرفيق القائد عزة إبراهيم بحنكته وخبراته المتراكمة، لأكثر من ستين سنة، وبسالته احتواء الكثير منها ورسم سياسة وإنتاج ملامح التغلب عليها.على مستوى قيادة قطر العراق، نعرف يقيناً أن رفاقنا في القيادة والكادر وقواعد المناضلين الأبطال قد عاشت تجارب فريدة غذاؤها الإيمان بالبعث طريقاً وحيداً لخلاص الوطن والشعب وهذبت معادنها النقية ساحات الوغى والسباحة في أقدار الشهادة ودمائها الطاهرة وتضحيات لا نظير لها في العالم كله قدمها الحزب ورفاقه بسخاء وشجاعة نادرة.ورفاقنا في الداخل قد صهرتهم ظروف الجهاد والمقاومة والاستشهاد والنضال فصاروا كياناً مادياً وأخلاقياً نهل من روح القائد عزة إبراهيم وتشبع بخصاله وأنوار إيمانه وعقله الراجح وسماحته وموسوعيته التنظيمية النظرية والميدانية وحزمه وحسمه وتنويره وتطهيره للساحة العراقية من كثير من الألغام التي زرعت في طريق البعث ومقاومته الجسورة.ورجال البعث في العراق يملكون الآن وحدتهم التنظيمية العتيدة التي يعتزون بها، ونقت أرواحهم ومسيرتهم من الكثير من الهنات والعثرات، وستبقى هذه الوحدة هي معيار وبوصلة الصلة الوثيقة المبصرة الحكيمة بالمبادئ، وهي العنوان الأبرز لنجاحهم في إعادة رسم مسارات العلاقة مع شعبهم بعد أن كان لخناجر غدر الغادرين من الغزاة والعملاء والأعداء التاريخيين أدوارهم في بعثرتها بعد الغزو وسياساته الوحشية ضد الحزب.والبعثيون في الداخل قد وحدهم الرفيق عزة إبراهيم إزاء مجمل قضايا الوطن والأمة بعد الهزات العنيفة والارتجاجات القاسية التي تعرض لها الحزب بعد الغزو والاحتلال، ونثق ثقة مطلقة بأنهم جميعاً يتصرفون ويتحركون الآن بعقلية الوفاء للقائد عزة إبراهيم عبر الثبات لما أنجزه وزرعه ورسمه طريقاً لعبور المحنة.