إذا كان الشهيد المجيد قد كان أول من دعا أبناء العراق لمقاومة الغزو الامريكي - الصهيوني، فإن الشهيد عزة ابراهيم ومعه الجمع المؤمن وكل شرفاء العراق هو أول من لبى النداء لحمل راية المقاومة وتحمل أخطارها وأوزارها بعد أسر الشهيد واستشهاده، إلى أن كتب للعراق النصر وهزيمة العدوان، وكانت تلك مكابدة هائلة تحملها الشهيد عزة بكل جرأة وإصرار وشجاعة وكان فعلا وقولا "بالباب واقف والردى منه خائف " وأشعل ثورة مستمرة لا تزال تتأجج وتزاول برنامجها ومسارها في كل ساحات العراق بعد أن تعانق الامريكي والايراني والصهيوني لاجتثاث عروبة العراق وتاريخه الوطني المشرف في أسوأ عناق عرفه تاريخ العرب، ولم تلن له قناه ولم ترهبة دعوات العملاء والأشرار كما لم تغرّه دعوات الاستسلام وحياة الخنوع والذلّة، وبقي يرى الخلاص وحرية العراق قريبة وفي متناول اليد العراقية القوية.أعطى عزة ابراهيم للمقاومة صبغة الوطنية الجامعة والجبهوية بتحالفاته السياسية مع مختلف القوى الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال وأذنابه، كما أعطاها وصمة الثباث والاصرار والرجولة والشهامة والشرف الوطني لأنها واجب ومهمة أبناء الوطن جميعاً وليست مهمة طرفا من الأطراف أو حزبا من الأحزاب، وكانت دعواته في هذا المجال تترى في خطبه العميقة التي كان فيها ناقدا قوياً وجريئا عندما أعلن اندغامة في كلية الوطن المحاصر وليس أبعاضه، وخصومته لمغريات السلطة والحكم، وقدم حرية العراق على كل المسائل الفئوية والخصوصية.واستنبت عزة ابراهيم ورعى كل الولادات الاحتجاجية التي بدأت تعم أرض العراق بعد أن نكلت مليشيات إيران الطائفية بالشعب العراقي وعملت على محاولة اخضاعه لأهواء ومخططات ايران الغاشمة والطامعة، بعد كل محاولاتها لاختراق النسيج الوطني العروبي العراقي وتفتيته وتدمير مرجعياته الوطنية والقومية لتصبح خزعبلات وهذاءات ايرانية لا أول لها ولا آخر.كان عزة ابراهيم ورفاقه المجاهدين الابطال كل هذا وأكثر بإعلان الثورة والمقاومة المستمرة التي حيرت المراقبين والغزاة وأذنابهم من كل لون وأجهضت مؤامراتهم على أكثر من صعيد وكانت اطلالاته الاعلامية تقض مضاجع الزمر الامريكية والصهيونية والايرانية وخصوصا بعد أن أصبح هتاف الشارع العراقي إيران : برهّ برّه .. بعد أن أسلمت أمريكا راية الغزو والانتهاك لايران ومليشياتها لاستكمال عملية تدمير وتحطيم العراق العربي.لم تستطع دولارات امريكا التي رصدت للامساك بعزة ابراهيم أن تخرجه من سوح المقاومة، ولم تستطع أحلام العملاء أن تلقي القبض عليه لأنه انزرع مثل النخيل في أرض العراق ومثل السنديان في أرض العرب ومثل الورد والندى في قلوب الناس والمريدين .. لقد أطبقت على أبا احمد أهداب صدام حسين فزاغت عنه أعين الاعداء، واستشهد صدام وهو يردد لو أني أستطيع لوضعت أبا احمد بين الهدبين!!وكان ما كان .. مات مثل الرجال الشجعان الكبار .. مات مقبلا وليس مدبر .. مات متطلعا إلى الذرى وكان يرى العراق العملاق ولا يرى الديدان التي تسلقت النخيل .. مات والعراق على أبواب عهد جديد من الحرية وإن طال الزمن.المجد كله لعزة ابراهيم الذي أنهض في وعي العرب القدرة والعزم على تصدي الكف للمخرز الاستعماري!!