هل ان إدارة ترامب الامريكية جادة في تهديداتها لمن يستهدف سفارتها ببغداد وعساكرها المتواجدة في العراق والتي ابلغها بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة برسالة لكل من برهم صالح ومصطفى الكاظمي !؟وهل ان واشنطن جادة ،هذه المرة، في محاسبة واستهداف قادة المليشيات المرتبطة بطهران وتقديم قائمة بأسماء المشمولين بالعقاب والتهديد بغلق السفارة وسحب قواتها المتواجدة في وسط وجنوب العراق لاسيما وان وسائل الاعلام تناقلت ان لهجة بومبيو كانت شديدة مؤكداً على ان الرئيس ترامب لم ولن يسمح للميليشيات المرتبطة بايران والحرس الثوري من أي فعل يحول دون انتخابه للولاية الثانية!؟ وقد امهل الكاظمي أسبوعين وامليت عليه الإجراءات المطلوبة والتي تتلخص بضرب المليشيات واعتقال قادتها وابرز رؤساء الأحزاب التابعة لإيران وفي المقدمة المالكي والعامري والخزعلي والفياض وغيرهم ضمن قائمة طويلة وقطع العلاقات مع ايران وطرد الإيرانيين من العراق ودعا بومبيو الكاظمي الى التحرك الفوري والا فان أمريكا لن تقف مكتوفة الايدي ؟!ان متابعة العلاقات الثنائية بين ايران والولايات المتحدة خلال حكم الملالي يجعل الكثيرين يعتقدون ان مايصدر من تصريحات وتهديدات لايخرج عن نطاق الحرب الكلامية بين البلدين تعلو موجته حيناً و تخفت احياناً فلطالما توقع البعض ان إدارة ترامب ستوجه ضربة عسكرية تأديبة لطهران لمساعيها تصنيع السلاح النووي،ورعاية وممارسة الارهاب والرد على الهجمات المتكررة على السفارة والقواعد الامريكية في العراق وما يصدر من تهديدات نارية لمسؤولين وقادة إيرانيين ضد الامريكان ووجودهم في العراق والمنطقة والتهديد بغلق مضيق هرمز وباب المندب، ولم يتحقق أي شيء من ذلك باستثناء عملية تصفية قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وما تبعها من تصعيد ميليشياوي وايراني وتهديد وضرب السفارة في بغداد وبعض المعسكرات الامريكية بعدد من الصواريخ!فهل ان ما يحصل اليوم يندرج تحت باب التهديد والوعيد ( ليس الا ) ام ان هناك رد فعل حازم!؟ ما نراه ان العقوبات ستشدد من باب التضييق على طهران ودفعها للاذعان لرغبة إدارة ترامب في الجلوس الى طاولة التفاوض لابرام اتفاق نووي جديد ووضع خطط التفاهمات !وربما ستطال العقوبات العراق اذا لم تستجب سلطة بغداد لواشنطن مما سيزيد من الوضع الكارثي، ومع تأكيد ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن خدمات الشرطي الإيراني في المنطقة ودور نظام ملالي طهران في تنفيذ استراتيجية حرب الانهاك والتدمير للعراق والعرب الا ان هناك ما يشير على ان إدارة ترمب ، هذه المرة، لن تتساهل في التعامل مع المليشيات العراقية المرتبطة بالحرس الإيراني بعد ان تجاوزت الخط الأحمر وبما يشكل خطراً فعلياً على المصالح والوجود الأمريكي في المنطقة وبما يتهدد العراق الحالي ،ومؤشراته البدء باجراءات غلق السفارة ببغداد مؤقتاً ونقلها الى أربيل والحركة غير الطبيعية في إعادة تموقع قواتها في قواعدها العسكرية وتحرك بوارجها القريبة ،يضاف له تحرك الكاظمي بعد اجتماعه برؤساء ابرز قادة المليشيات والأحزاب المتسلطة واتخاذ إجراءات سريعة ألغيت بموجبها مكاتب هؤلاء وجهات أخرى في مطار بغداد وكذلك حصر السلطات بيد الدولة في الموانيء والمعابر الحدودية مع صدور مذكرات اعتقال بالمطلوبين ،وهذا التحرك التكتيكي الأسرع وبخبث فارسي واضح لقادة ورؤساء الأحزاب المعنيين ،بإلادانة والبراءة من اية جهة تستهدف السفارة والمعسكرات الامريكية مما يؤكد فهمهم رسالة بومبيو وجدية إدارة ترمب في تنفيذ تهديداتها اذ ان ترامب بحاجة الى تحقيق نصر يحتاجه في انتخابات الولاية الثانية القريبة!والسؤال الأخير هل سيذهب الكاظمي الى النهاية في الابتعاد عن ايران وذيولها ، وهل ان ملالي ايران سيذعنون وان اتباعهم الأقوياء داخل العراق سيسكتون!؟ الإجابة يحددها مدى جدية الامريكان في دعم الكاظمي!وفي كل الأحوال فان العراق وشعبه هو الخاسر في ذلك.