منذ انطلاقة حزب البعث استطاع أن يثبت وجوده، حيث قام بتطبيق المبادئ والقيم التي أسسها الاباء الأولين وجعلها الهدف الأساسي له، لهذا تميز هذا الحزب عن باقي الأحزاب الأخرى بأنه حزب ذو مصداقية فريدة من نوعها، وتفرد بها، حيث آمن بأن الإنسان هو القيمة الحقيقية للتنمية في وطنه، وعمل جاهداً على ذلك حتى اختلطت المبادئ بشخص الإنسان وصارت نهجاً يعيش بها، فرأينا التنمية الحقيقية التي ظهرت على أرض الواقع بالعراق في جميع مناحي الحياة، حتى ضرب المثل به وصار مفخرة لكل الأقطار العربية من تنمية حضارية وثقافة عالية ومصانع يحسب لها ألف حساب، والنفط الذي أمم، والجهل الذي أصبح صفحة زائلة بوجه التاريخ، والجيش القوي ذو السمعة الطيبة من حيث الجاهزية والتقدم على باقي الجيوش في المنطقة، وصار يحسب له ألف حساب من بين جيوش العالم.والأهم من هذا كله كان العراق البلد العربي الذي يضم بين أطيافه جميع الطوائف الدينية المتعددة وكانت تعيش بانسجام شديد حتى نسوا المذهب الذي ينتمون إليه لأنه أعطى قيمه للفرد بأن يكون صاحب رؤية ثاقبة.وإذا تكلمنا عن دوره في الدفاع عن وطنه فإنه كان المثل الحقيقي للجندي الذي يدافع بقوه وإيمان عن وطنه ومستعد للموت من أجله، وكان الرديف القوي لأي عدوان يقع على جيرانه العرب لأنه يعتبر أن جميع هذه الأقطار هي جزء من أمته الكبيرة التي كان يسعى دائماً لأن تكون آمنة، والدفاع عنها واجب.ولكن بعد احتلاله من الصهيونية العالمية والتي تسعى للسيطرة علينا وضعت هدف لها بأن تضع حكومات وهميه هدفها الأساسي هو تنفيذ ما يطلب منها، لهذا أمسى العراق دولة هشة تقوم على الطائفية المميتة والتي لعبت الدور الكبير في دمار ما قدمه حزب البعث على مدار سنيين طويلة، أما الجهل فأصبح حكاية شعب لم يعرف سبيل للتخلص منها والعودة إلى عهده السابق، والقتل أصبح على الهوية الدينية، لهذا أوجدوا جيوشاً الكترونية تعمل لصالح سيدها فقط.إن الحكومات الحالية المتواجدة فيه لا تنتمي إليه أبداً، فهي مجرد فزاعة للتخويف والقتل والتدمير ليس للعراق وحده وإنما لبقية أجزاء أمتنا العربية حتى تبقى تحت السيطرة الكاملة للمحتل البغيض وتنفيذ أطماعه الهدامة حتى نكون مجرد سلعه فقط.